شكل عرض مسرحية " ترى ... ما رأيت " للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين حدثا مسرحيا شد اهتمام الجمهور الجزائري في عرضها مساء الاحد. بعد الأردن التي حازت فيها على التاج الذهبي لأفضل عمل مسرحي في مهرجان ليالي المسرح الحر الدولي بالأردن حققت مسرحية " ترى ... ما رأيت " إخراج أنور الشعافي وإنتاج المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بمدنين في عرضها في دار الثقافة ببجاية في أطار الدورة الخامسة لمهرجان الدولي للمسرح الذي كان ينظم في العاصمة الجزائرية قبل ان ينتقل الى مدينة بجاية التي تطمح الى لعب دور ثقافي أساسي في الجزائر وقد بدا هذا واضحا من خلال العدد الكبير للضيوف والأعمال المسرحية في الدورة الخامسة لهذا المهرجان الذي اصبح المحطة الاساسية في المسرح الجزائري . "مسرحية ترى ... ما رأيت " مأخوذة عن مجموعة من النصوص الشعرية للشاعر كمال بوعجيلة نجح في تطويعها وحولها الى عمل بصري اقرب الى السينما منه الى المسرح خاصة ان انور الشعافي اعتمد لأول مرة في تاريخ المسرح التونسي مشاركة ممثلة فرنسية افتراضية هي Anna Plaideau التي تشارك في المسرحية من مدينة مون بولييه الفرنسية عن طريق السكايب وهي تجربة مبهرة كانت اكتشافا فريدا بالنسبة للجمهور الجزائري والأجنبي من افريقيا ومن أوروبا وقد أكدت هذه المسرحية مرة أخرى التجربة المتميزة لانور الشعافي الذي اختار منذ بداياته أواخر الثمانينات العمل في أقف المسرح التجريبي . تروي المسرحية في لغة بصرية حكاية الحب في مواجهة الموت الذي يرمز اليه سرير المستشفى وملابس الممرضين والأطباء مع خلفية موسيقية لأصوات تأتي من بعيد مفعمة بالحنين والحب في مواجهة الموت الزاحف، وهي موسيقى من تأليف الفنان التونسي براهيم بهلول. مسرحية ترى ما رايت قصة تشبه شاعر او فنان او إنسان عادي بالحياة في مواجهة المرض الذي يلتهم الجسد ويذبل الروح ولقد صفق الجمهور طويلا لهؤلاء الشباب القادمين من مركز الفنون الدرامية والركحية بإدارة المسرحي جمال شندول وهذا شهادة اخرى على تميز هذا المركز الجديد الذي لم يمض على تأسيسه الا ثلاث سنوات فقط ومع ذلك استطاع ان يختطف الاهتمام وطنيا ودوليا ،. وجسد هذا العمل المسرحي مجموعة من الشبان هم وليد الخضراوي جلال عبيد حمزة بن عون جهاد الفورتي مكرم المانسي اسماء بالعابد نورس شعبان ، وبهذا العرض تكون المسرحية قد حققت حوالي أربعين عرضا وهو عدد قياسي بالنسبة لمسرحية خارج السياق المسرحي المعتاد .
