اقترنت بداية أحداث انتفاضة ثورة 14 جانفي2011 مع ظهور أشكال جديدة من النضال أطلق عليها النضال الافتراضي والذي يجد له ملجئا خصبا عبر صفحات التواصل الاجتماعي وتبقى المدونة في الشبكة الافتراضية من أهم منابع النضال الافتراضي وقد عرفت في تونس تطورا ملحوظا خاصة منذ بداية سنة 2000. من هذا المنطلق بحث الفيلم التونسي "أولاد عمّار" في بدايات المقاومة الافتراضيّة في تونس وعمل على الغوص في عالم المدوّنين الّذين ناضلوا ضدّ رقابة النظام النوفمبري. و"أولاد عمار" هو شريط وثائقي طويل اخراج نصر الدين بن معاطي يعرض حاليا في قاعات" سينيمدار" قرطاج و "حنبعل" المنار وهو من انتاج كلّ من نوماديس وبروبغندا. الفيلم يقدم مقاربة سينمائية للمقاومة التونسية التي خاضها نشطاء الشبكات الاجتماعية عبر العالم الافتراضي لتدويل أحداث الثورة التونسية وجعلها محط أنظار العالم بأسره. ومن الانتشاء الثوري إلى الإحباط بعد الثورة, تابعت كاميرا نصر الدين تطوّر هذا الشباب و رصدت أقوى الأحاسيس المتراوحة بين الأمل و الخيبة. من خلال سنواته ال23 , يرسم لنا نصر الدين بن معاطي, من خلال هذا الفيلم, صورة غير اعتياديّة لما أطلق عليه "أولاد عمّار". ولد نصر الدّين بن معاطي في 14 اكتوبر 1990 وهو عضو ناشط في الجامعة التّونسيّة للسّينمائيين الهواة منذ سنّ ال16 . أخرج العديد من الأشرطة القصيرة الّتي شارك بها في المهرجان الدولي للسينمائيين الهواة بقليبية. بعد البكالوريا, توجّه نصر الدّين للسينما المحترفة و أخرج سنة 2010 فيلمه "المنعرج" الّذي شارك في مسابقة ركن الأفلام القصيرة بمهرجان كان 2011. و في سنة 2013 أخرج فيلمي "النار" و "تعايش" في تروفيل بفرنسا. فيلمه "ولاد عمّار" هو الوثائقي الطّويل الأوّل الذي يُخرجه . يًقام بالتوازي مع عرض "ولاد عمّار" ,معرض لرسّام الكاريكاتور المتميّز و المدوّن زاد , في قاعة "سينيمدار".يدور موضوع لوحات الكاريكاتور المعروضة حول الرقابة, و هو موضوع يتردّد كثيرا في مدوّنة débatunisie.com منذ أن أنشأت في 2007.