كشفت صحيفة الشرق الاوسط استنادا إلى ما وصفته بمصادر ليبية رفيعة المستوى عماقالت إنها تفاصيل عملية اعتقال زعيم جماعة أنصار الشريعة سيف الله بن حسين، المعروف أيضا ب«أبو عياض»، أمس في مدينة صبراتة الليبية، وليس مدينة مصراتة كما أعلنت وكالة الأنباء التونسية. وبينما أوضحت المصادر الليبية أن قوات أمريكية وليبية قامت بالعملية، نفى متحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا مشاركة جيش بلاده فيها. وعقب إعلان وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن اعتقال أبو عياض في الأراضي الليبية على أيدي قوات مشتركة من ليبيا وأمريكا، قال متحدث باسم القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا: «لم تشارك القوات الأمريكية في أي عمليات تتعلق بأبو عياض زعيم أنصار الشريعة في ليبيا». كما أبلغ مسؤولو أمن أمريكيون وكالة «رويترز» أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وأفرادها لم يشاركوا أيضا في أي عملية ضد أبو عياض. ويتناقض الإعلان الأمريكي مع المعلومات التي وردت على لسان مصادر ليبية وتونسية حسب الصحيفة اللندنية والتي عدت عملية «أبو عياض» ثاني عملية خطف تنفذها قوات خاصة أمريكية على الأراضي الليبية، حيث سبق أن اعتقلت قوات أمريكية نزيه الرقيعي، المكنى ب«أبو أنس الليبي»، من أحد شوارع العاصمة الليبية طرابلس في شهر أكتوبر الماضي بدعوى تورطه في تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وموزامبيق عام 1988، وأنه قيادي في تنظيم القاعدة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن التونسي المعتقل كان في حماية مفتاح الذوادي، أحد قادة الجماعة الليبية المقاتلة سابقا، وهو أحد المعتقلين في سجن أبو سليم وينتمي إلى منطقة صبراته الليبية. كما علمت «الشرق الأوسط» أن عملية اعتقال أبو عياض جرت بمشاركة عناصر ليبية، إلى جانب مشاركة من عناصر استخباراتية عربية. حيث قالت مصادر ليبية واسعة الاطلاع إنه كان مرصودا منذ مدة في المنطقة، مشيرة إلى أن الطائرات دون طيار، التي يعتقد أنها أمريكية، كانت تضع المنطقة تحت المجهر قبل اعتقاله. وأكدت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، أن عملية اعتقال أبو عياض سبقتها ترتيبات استخباراتية موسعة. ورغم التزام الحكومة الانتقالية في ليبيا برئاسة علي زيدان الصمت، حيث لم تعلق بعد رسميا على عملية أبو عياض، أو تؤكد اعتقاله في أي مدينة ليبية، فإن مصادر ليبية قالت ل«الشرق الأوسط» إنه «من المرجح أن يكون اعتقال أبو عياض حدث في صبراتة، وليس مصراتة، نظرا لقربها من الحدود التونسية الليبية، كما أن بها تجمعا قويا للإسلاميين، والذي من قادته أبو يحيى الليبي أحد أبرز مساعدي زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن السابقين».