جدد رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري التأكيد على أن الجزائر تعترف بالدول لا بالأنظمة، في حوار مع القناة التلفزيونية "روسيا اليوم" مساء الأربعاء، وفي رده عن سؤال حول تعامل الجزائر مع ما يسمى بدول الربيع العربي، أوضح أنها تعترف بالدول لا بالأنظمة والحكومات. كما ذكّر بموقف الجزائر القائم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وأضاف أن الجزائر لديها رأي وتحليل "فيما يتعلق بما يحدث عند غيرنا لاسيما عندما يتعلق الأمر بدول شقيقة وصديقة"، مشيرا إلى أن الجزائر لديها مصالح مشتركة مع هذه الدول. ولدى شرحه لمفهوم "الربيع العربي" أبرز رئيس الدبلوماسية الجزائرية، "أن هذا المفهوم مستورد وكان صالحا أثناء الحرب الباردة في أوروبا، لا أعتقد أنه صالح بالضرورة في العالم العربي"، وأشار في هذا الإطار إلى وجود مراحل تاريخية في تطور المجتمعات العربية "تطلبت تغييرات جذرية وقعت في بعض الحالات عن طريق مظاهرات سلمية، وفي حالات أخرى عن طريق العنف الذي وصل إلى مستوى الحروب الأهلية مخلّفا قوافل من الضحايا". وقدم لعمامرة "الوصفة" التي أنجت الجزائر من الربيع العربي، وذكر في هذا الإطار أن الجزائر "قامت بثورة تحريرية كبيرة غيّرت هياكل المجتمع الجزائري وحضّرته لاستيعاب متطلبات العصرنة مع احتفاظه بمقومات الأصالة"، كما ذكّر بالسياسات المنتهجة في الجزائر بعد الاستقلال "التي ساهمت كثيرا في التقدم إلى مستويات معتبرة في العدالة الاجتماعية"، مبرزا الإنجازات المحققة لاسيما في مجال التمدرس والطب المجاني، ونوه الوزير بالتقدم المسجل في مجال التعددية السياسية والفكرية في الجزائر، الأمر الذي جعل كما قال "المواطن الجزائري يشعر أنه حر في وطنه". وتحدث لعمامرة عن العلاقة مع المغرب، وقدم خطابا "دبلوماسيا مهادنا"، حيث أشار إلى أن الجزائر تقيم علاقات طبيعية مع المغرب في شتى المجالات، لكن هناك أمورا تحصل يجب تفاديها، وقصد المتحدث عددا من "المشاكل المفتعلة" من قبل المغاربة، كما حدث في الفترة الأخيرة بحكاية طرد الجزائر للاجئين سورين إلى التراب المغربي، وقبلها حادثة اقتحام القنصلية الجزائرية بالدار البيضاء ونزع الراية الوطنية من على سطحها، ليؤكد أن الجزائر دائما مع الحل السلمي لمشكلة الصحراء.