الجزائر -الصباح من مبعوثتنا الخاصة: نزيهة الغضباني مثلما اتسعت مساحتها الجغرافية وسط شمال إفريقيا، كانت الجزائر العاصمة مساء أول أمس، وبعد هدوء الحركية الكثيفة التي ميزت كامل نهار العاصمة ، منارة تشع على بلدان المغرب العربي من خلال جمع ما يقارب 300 مشارك من سينمائيين وناشطين في مجالات ذات علاقة بقطاع الفن السابع من بلدان المغرب العربي ليلتقوا في الدروة الأولى للمهرجان المغاربي للسينما وسط أجواء احتفالية. ويمثل هؤلاء كل من تونس والمغرب وموريتانيا وليبيا فضلا عن ممثلي البلد المنظم لهذه التظاهرة التي ولدت كبيرة من حيث الأهداف وظروف التنظيم ونوعية وقيمة المشاركات إلا أن الاستثناء في هذه التظاهرة تمثل في تولي السيد رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية الجزائري افتتاح الدورة الأولى للمهرجان الثقافي المغاربي للسينما بقاعة "الموقاس" بالعاصمة في بادرة تحيل إلى تنزيل الفعل الثقافي منزلة هامة ليس بالنسبة للشعوب فحسب وإنما أيضا في المجال الديبلوماسي والعلاقات الخارجية والتعاون بين دول المنطقة. وقد ألقى كلمة الافتتاح تلتها كلمة السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية فمحافظ النسخة الأولى للمهرجان عبد الكريم آيت أومزيان وتجدر الإشارة إلى أن هذه التظاهرة السينمائية الدولية تتزامن مع فترة تتكثف فيها الحركة الثقافية في الجزائر في جميع القطاعات على غرار مهرجانات المسرح والمعرض الدولي للكتاب وغيرها من الفعاليات الثقافية والفنية الأخرى.. الجزائر تواصل التزامها في بناء صرح المغرب العربي نوه رمطان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية الجزائري، في الكلمة التي ألقاها خلال حفل الافتتاح، بالانجاز الثقافي الذي وصفه ب"الكبير" نظرا للمجهود الكبير الذي ما انفك يقدمه أهل الفن والثقافة خلال السنوات الأخيرة واعتبره بمثابة "خطوة واعدة تدفع عجلة العمل الثقافي المغاربي المشترك" نحو التعاون الأفضل والأمثل. كما أكد وزير الخارجية خلال نفس المناسبة أن الطبعة الأولى لمهرجان المغاربي للسينما تعد لبنة إضافية في بناء الصرح المغاربي المنشود، و"خطوة نوعية تساهم في خلق فضاء ثقافي مغاربي" ونزل وزير خارجية الجزائر هذه التظاهرة، من حيث تنظيمها وأهدافها، والتفرد بذلك لتكون في مرتبة "دليل على التزام الجزائر المطلق والمتواصل المبني على القناعة في بناء المغرب العربي الكبير" كما اعتبر المتحدث أن المهرجان الجاري، في سياق الاحتفال بالذكرى التاسعة والخمسين لثورة أول نوفمبر، يذكر بما تحمله الثورة المجيدة في مغزاها ومعناها البعد المغاربي الموحد لكلمة الشعوب المغاربية وكذا المستقبل الموحد له ودعا الوزير إلى أن تكون الثقافة معبرة عن"وجدان الشعوب وأمالها الدافع القوي للبناء المغاربي المتين"، واسترسل في حديثه عن أهمية العمل المشترك لمواجهة الصعوبات والعراقيل لأجل مستقبل واعد ومزدهر. وفي هذا المسعى أكد الوزير على "ضرورة توسيع دائرة الحريات لبناء الديمقراطية استجابة لإرادة الشعوب"، وهو ما يترجم إرادة الشعوب للمضي قدما بهذا "التراث المشترك"، وربط السيد لعمامرة بلوغ هذه المساعي "بتجاوز الخلافات كما تفعل الجزائر بالتزام على ذلك دون هوادة" وزيرة الثقافة: المهرجان المغاربي للسينما والفرصة الذهبية من جهتها عبرت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي عن دعمها للسينما كمنجز ثقافي يستقطب ويدعم الكفاءات من مختلف الأجيال والمدارس. ودعت خلال نفس المناسبة إلى جعل المهرجان الثقافي المغاربي للسينما فرصة ذهبية لتوطيد الروابط الأخوية والتاريخية لبلدان المغرب العربي الكبير وهي ترى أن التظاهرة قادرة على لم الشمل وتوحيد أفضل ما تنتجه البلدان المغاربية عبر أدوات التواصل والتقاسم على نحو تكون المناسبة منبرا للنقاش وللتفكير المشترك وفرصة للبحث في سبل وإمكانات رفع العراقيل التي تحول دون''إشعاع الفيلم المغاربي في المغرب العربي''، موضحة أن الفيلم الجزائري، التونسي، المغربي، الموريتاني أو الليبي، لا يشاهده سوى المغاربة المشاركون في المهرجانات السينمائية، وهو الأمر الذي وصفته ب"انحراف عن القواعد الثقافية، الاقتصادية والسياسية" كما تطرقت إلى الجوانب الإشكالية التي يعانيها القطاع والناشطين فيه خاصة ما تعلق بانعدام حركة الأفلام المغاربية في الفضاء المخصص له، ووعدت بالعمل من أجل إرساء قواعد عمل تجعل القطاع في خدمة شعوب المغرب العربي التي تتقاسم الركائز الحضارية نفسها وبعد أن أعطت نبذة عن تاريخ السينما الجزائرية، بداية من أعمال نقلت مجد الثورة وكشفت مخلفات الصدمة الاستعمارية، أبرزت السيدة خليدة تومي الأهمية البالغة التي توليها الدولة للقطاع السينمائي عبر دعم الإنتاج، وقد أسفر عن انجاز أكثر من مائة فيلم، بعضها تألقت عالميا وتوجت بجوائز شرفت مبدعيها والجزائر معا وفي هذا الصدد، أكدت أن صعوبات التوزيع والاستغلال السينمائي تعيق تقدم القطاع وقالت أن مشروع استرجاع وزارة الثقافة لقاعات السينما سيسمح بفتح آفاق واعدة، وذكرت أن الهيئات الوطنية منشغلة بمشاكل محترفي السينما وتطلعات المواطنين، للتصويت على قانون المالية 2014، الذي من شأنه أن "يعيد قاعات السينما.. للسينما" من جانبه عبر محافظ مهرجان الجزائر الأول للسينما المغاربية، عبد الكريم آيت أومزيان، عن سعادته باحتضان الجزائر الدورة الأولى للسينما المغاربية، مبرزا أنها تهدف لإعطاء نفس جديدا للسينما في المغرب العربي فيلم "الوتر الخامس" في الافتتاح كما تم في إثر حفل الافتتاح عرض فليم "االوتر الخامس" للمخرجة المغربية سلمى برقاش. خاصة أن هذا الفليم نال عديد الجوائز في مهرجانات دولية عديدة آخرها مهرجان خريبكة بالدولي بالمغرب. ويشارك في التمثيل فيه ممثلون من تونس والمغرب والجزائر من بينهم هشام رستم الذي نال في المهرجان الأخير أيضا جائزة افضل ممثل