على طريق سكرة، بين مدينتي أريانة والمرسى، سيفتتح فضاء «كان» يوم السبت القادم 15 ماي، ثاني فضاء ثقافي له يحمل نفس الاسم. وفضاء «كان» في الواقع هو أول قرية ثقافية للصناعات التقليدية، والفنون التشكيلية يتم بعثها في تونس، وتحديدا في الحماما سنة 1984. «الشروق» زارت هذه القرية الثقافية النموذجية وتحدثت مع صاحبا الفنان والمهندس المعماري صلاح السماوي. **كان تضم القرية الموجودة تحديدا قرب الحمامات عدة فضاءات وقاعات للعروض، وورشات لمختلف الصناعات التقليدية من السجاد الى الاثاث، مرورا بالاواني والازياء التقليدية التونسية... كما تضم قاعة كبرى للعروض واللقاءات الفنية والفكرية، ومنبتا لمختلف أنواع الزهور والورود والنباتات... ولعل أبرز ما يميز القرية اضافة الى طابعها الثقافي والفني، هندستها المعمارية المستوحاة من الطابع العربي الاسلامي، والتونسي تحديدا، بدءا من مادة الطوب او الطين المستعملة في البناء وصولا الى القباب والابواب المقوسة، والألوان المميزة للعمارة التونسية... **فنانون مرّوا من هنا... ويذكر صاحب القرية الفنان صلاح السماوي الذي حصل على جوائز وطنية عدة ان طابع القرية المميز، جعل العديد من الفنانين الاجانب خصوصا، والمشاهير يقبلون عليها ويمارسون فيها ابداعهم... وقد صورت القرية عديد القنوات الغربية مثل «فرانس 3»... كما زارها عديد المخرجين مثل فريديريك ميتران... ومر بالقرية، يضيف الفنان صلاح السماوي، عشرات الفنانين والمغنيين والشعراء، مثل الشيخ امام، والرسام نجيب بلخوجة الذي أقام معرضا أقبل على افتتاحه حوالي ألف شخص، والشاعر محمد الصغير أولاد أحمد، والفنان سمير العقربي، والمخرج نورالدين الورغي. وفي القرية يضيف الفنان صلاح السماوي، تم تنظيم عديد العروض الفنية والمعارض التشكيلية والمسامرات الشعرية... **«كان» تونس بعد هذه المسيرة، يقول الفنان صلاح السماوي، كان لابد من توسيع التجربة والاقتراب بها من العاصمة فهناك العديد من الشباب والطلاب الموهوبين في مختلف الفنون وخصوصا التشكيلية... وهؤلاء في حاجة الى الدعم، سواء بتوفير فضاء الممارسة او العرض... ولذلك كان مشروع «كان تونس» الذي سيفتتح أبوابه رسميا يوم السبت 15 ماي... ويضم الفضاء الجديد طابقين، واحد للعرض، وآخر للممارسة والابداع...