أوضح السيد لطفي بن حسين الرئيس المدير العام للقناة التلفزية السياحية Liberty TV التي يوجد مقرها في بروكسل ل»الشروق» أن أمام السياحة التونسية فرصة ثمينة لتثمين الأجواء الموجودة وتفعيل دعم الدولة والجهات الرسمية لاستثمار ما تتيحه التكنولوجيات الحديثة من امكانيات كبيرة للاتصال والترويج السياحي. وقال السيد بن حسين أن الخطوات الأولى في الميدان يجب أن تتدعم وأضاف : «إن الأولوية اليوم هي التنسيق واحكام العمل المشترك بين كل مستعملي الأنترنات في تونس المهتمين بالقطاع السياحي من أجل التنمية الاعلامية لكل مناطق تونس وجميع مظاهرها». وألح المتحدث في الحوار الذي خص به «الشروق» أن يكون العمل مضبوطا في ورقة وخطة بين القطاع العام والمهنيين حتى تتوفر أرضية التواصل والتعاون لنهضة التكنولوجيات الحديثة للاتصال السياحي. وأكد السيد لطفي بن حسين أن لغة سياحية جديدة هي بصدد التشكل على المستوى العالمي وقال يجب أن يكون لنا حضور فاعل في وضع الصورة النهائية لهذه اللغة وأضاف : «يجب أن لا نكون مستهلكين بل يجب أن نكون فاعلين في هذا النظام الجديد خاصة وأن عدد المرتبطين بشبكة الأنترنات في العالم سيمر من 45 الآن إلى حوالي 80 خلال الخمس سنوات القادمة. وقال المتحدث أن تونس لها من الامكانيات ما يجعلها قادرة على أن تكون من الدول الأولى في الحضور السياحي الالكتروني خاصة اذا ما تحقق التكامل بين المهنيين والادارة وكل الأطراف التي لها صلة بالميدان السياحي. وكان السيد لطفي بن حسين قد قدم مقاربة طريفة خلال مشاركته في ملتقى التكنولوجيات الحديثة للاتصال السياحي استحضر فيها تواتر ذكر تونس والمقومات السياحية والحضارية الخاصة بها على أحد محركات البحث المعروفة على شبكة الانترنات (Google) وقدم عدة أمثلة عن «شبه غياب كلي» لأهم المقومات التونسية على الثلاث صفحات البحثية الأولى والتي قال عنها ل»الشروق» أنها تستقطب 80 من مستخدمي الأنترنات. من ذلك أن لفظة «زيت الزيتون» وهي المادة الغذائية والتصديرية البارزة لتونس لا يوجد لها أي أثر على الصفحات الأولى للمادة البحثية المستخرجة والتي تضم 169 ألف وحدة (!) وكذلك لا وجود لاسم تونس ضمن 185 ألف وحدة بحثية حول «التنظيم العائلي»(!) ومليون و650 ألف وحدة بحثية حول «حقوق المرأة»(!). كما أتى المحاضر على بيان غياب اسم تونس على صفحات البحث التي تهم لفظة «قرطاج» والتي وجد لها مليون و120 ألف وحدة بحثية في المحرك (Google) كذلك غياب اسم تونس على صفحات البحث الأولى التي تهم لفظة «حنبعل» برغم وجود مليون و390 ألف وحدة بحثية لها. كما غاب اسم تونس عن صفحات البحث التي تهم لفظة «الصحراء» بالرغم من وجود مليونين و990 ألف وحدة بحثية لها وكذلك الأمر بالنسبة للنخيل والواحات والكثبان الرملية والبرتقال والكسكسي والياسمين يحدث ذلك بالرغم من القيم الاقتصادية والسياحية والغذائية والحضارية لأغلب المعاني المذكورة وهو ما يمكن تجاوزه بوضع موقع انترنات مركزي لتونس قادر على تقديم الصورة الحقيقية لكل المكتنزات التي تتوفر عليها البلاد في جميع الميادين بما يسهم في توفير أرضية صلبة لانطلاق السياحة الالكترونية التي ستكون بحسب توضيحات السيد لطفي بن حسين ل»الشروق» الوسيلة الأولى في السنوات القادمة على مستوى تطوير المشهد السياحي التونسي.