الصين.. روبوت يخرج عن السيطرة و"يهاجم" مبرمجيه!    عاجل/ مجلس وزاري مضيّق باشراف رئيسة الحكومة يقر هذه الإجراءات..    وزير التربية في ابتدائية أولاد بركة بفوسانة...المدرسة آمنة وسيقع التدخل على مستوى السور    تنصيب الأعضاء بمباركة الوزارة...تعاونية الرياضيين مكسب كبير    الاحتفاظ بمنحرف من أجل المضايقة والتهديد بواسطة آلة حادة لإمرأة محصنة..    كشفه التّحقيق مع فنان شعبي شهير: فنانون و«رابورات» ومشاهير متورّطون في تجارة المخدرات    المهدية: اختتام مهرجان الوثائقي الجوّال في نسخته الرابعة: الفيلم المصري «راقودة» يفوز بالجائزة الأولى    في تعاون ثقافي قطري تونسي ... ماسح الأحذية» في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما    أخبار فلاحية.. أهم الاستعدادات لعيد الإضحى وتأمين أضاحي سليمة    عاجل: الجيش الباكستاني يعلن تعرض البلاد لهجوم هندي بعدة صواريخ    البرلمان يصادق على قرض من البنك الإفريقي للتنمية قيمته 270 مليون دينار    وزير الداخلية يلتقي المديرة العامة للمنظمة الدّوليّة للهجرة    كاس العالم للاندية 2025: مباراة فاصلة بين لوس انجلس ونادي امريكا لتعويض ليون المكسيكي    ترامب: الحوثيون في اليمن استسلموا للولايات المتحدة    عاجل/ الحملات الأمنية ضد مروّجي المخدرات: حصيلة جديدة للايقافات    ديوان الحبوب : طاقة التجميع تصل ل 7.6 مليون قنطار    زغوان: امتلاء سدود وبحيرات الجهة بنسبة تتجاوز 43 بالمائة    انطلاق عملية تعشيب ملعب بوجمعة الكميتي بباجة    افتتاح مقر جديد بتونس للشركة السويسرية "روش فارما" بتونس وليبيا    السودان يقطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات    عاجل/ الحوثيون يتوعّدون بالرد على العدوان الاسرائيلي والامريكي    مجموعة شعرية جديدة للشاعرة التونسية وداد الحبيب    فتحي النوري : 120 دولارًا شهريًا... تحويلات التونسيين بالخارج أقل من المعدل العالمي بكثير!!    عاجل/ وزير اسرائيلي: "سكّان غزّة سيرحلون نحو دولة ثالثة"    نقابة الصيدليات الخاصة تدعو التونسيين إلى الإقبال على الأدوية الجنيسة    قبل أن تحج: تعرف على أخطر المحرمات التي قد تُفسد مناسك حجك بالكامل!    عصام الشوالي:'' ليلة أخرى من ليالي الأبطال.. إنتر وبرشلونة على جوزيبي مياتزا''    ثورة في عالم الموضة: أول حقيبة يد مصنوعة من ''جلد ديناصور''    المهدية: تقديرات بإنتاج حوالي 115 ألف قنطار من الحبوب خلال الموسم الحالي    تظاهرة ثقافية في باجة احتفالا بشهر التراث    اختتام الدورة العاشرة لمهرجان "سيكا جاز"    68 بالمائة من التونسيين يستمعون إلى الموسيقى بصوت مرتفع ويتجاوزون المستوى العادي للاستماع (دراسة)    دليلك الكامل لمناسك الحج خطوة بخطوة: من الإحرام إلى طواف الوداع    الإعلان الرسمي المرتقب عن موعد عيد الأضحى    قابس: وفاة شخصين وإصابة 8 آخرين في حادث مرور    منزل بوزلفة: القبض على قاصر وإحالته على التحقيق بتهمة إضرام النار في معهد ثانوي    وزارة الحج: خفّفوا الأمتعة وتفرّغوا للعبادة في المشاعر المقدسة    450 ألف دينار قيمة المحجوز: تفاصيل عملية احتكار الموز المورّد في نابل    هام/ تطوّرات الوضع الجوي خلال الأيام القادمة..    منزل بوزلفة: الاحتفاظ بتلميذ من أجل إضرام النار بمؤسسة تربوية    بعد نقصها وارتفاع أسعارها: بشرى سارة بخصوص مادة البطاطا..    انطلاق محاكمة المتهمين في قضية "التآمر على أمن الدولة 2"    مؤسسة "فداء" تدعو جرحى الثورة ممّن لم يتسنّ عرضهم على اللجنة الطبية إلى الاتصال بها    سيدي بوزيد: انطلاق أشغال المستشفى الجهوي بمعتمدية جلمة في موفى ماي الجاري    وزارة الرياضة تعلن عن مشروع إصلاحي في علاقة بخطة المديرين الفنيين الوطنيين للجامعات الرياضية    الدورة الثامنة لتظاهرة 'الايام الرومانية بالجم - تيتدروس' يومي 10 و11 ماي بمدينة الجم    العائلة التُونسيّة تحتاج إلى أكثر من "5 ملاين" شهريًا..!!    كل ما تريد معرفته عن حفلة ''Met Gala 2025''    المنتخب التونسي في ثلاث مواجهات ودية استعداداً لتصفيات مونديال 2026    نصف نهائي دوري الأبطال: موقعة إنتر وبرشلونة الليلة    عاجل | تشديد شروط التجنيس في فرنسا يُقلق التونسيين المقيمين بالخارج    خبراء يحذّرون و يدقون ناقوس الخطر: ''فلاتر التجميل'' أدوات قاتلة    قليبية: ايقاف المعتدي على النساء بشفرة حلاقة    بطولة روما للتنس :انس جابر تستهل مشوارها بملاقاة التشيكية كفيتوفا والرومانية بيغو    رئيس الجمهورية: يجب فتح باب الانتدابات بعد تخليص الإدارة ممّن تسلّلوا إليها واعتبروا المسؤولية امتيازات وغنيمة    صفاقس : عودة متميزة لمهرجان سيدي عباس للحرف والصناعات التقليدية في دورته31    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغنوشي: الذين ساندوا "الانقلاب" في مصر فاقوا بالملايين الذين صوتوا للإخوان
نشر في الشروق يوم 05 - 05 - 2014

في رسالة وجهها الغنوشي الى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين:
الذين ساندوا "الانقلاب" فاقوا بالملايين الذين صوتوا للإخوان
الاخوان ضيعوا أنفسهم ... وتحولوا الى اداة في يد السلفيين
الترشح للرئاسة خطأ قاتل وكان عليكم استعمال شخص اخر كواجهة رئاسية
نصحتكم بالتصويت لصباحي
نشرت جريدة "الوطن" المصرية المعروفة بمساندتها لثورة 30 جوان والجنرال عبد الفتاح السيسي الذي ساند التحرك الشعبي والذي أطاح بحكم الاخوان رسالة قالت ان الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية ارسلها الى قيادة التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وأكدت الصحيفة ان الرسالة أغضبت اردوغان الذي منع تداولها او النقاش حولها .
واعتبر الغنوشي في رسالته ان ما سماه الانقلاب لقي مساندة من الملايين فاق عددهم الذين صوتوا للإسلاميين كما اعتبر ان السلطة كانت الخطأ القاتل للإخوان الذين تعاملوا معها بصبيانية مما أفقدهم كل شىء .
وهذا ما جاء في الصحيفة
"الغونشي" أرسل مداخلة مطولة إلى اجتماع قادة التنظيم العالمي للإخوان عقد في إسطنبول في منتصف الشهر الماضي، وقرأها نيابة عنه ممثل حركة "النهضة" في الاجتماع وطلب توزيعها على فروع الجماعة في العالم، لكن المداخلة اعتبرها المجتمعون انقلابا جذريا في فكر "الغنوشي"، وأثارت استياء رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي طلب من جماعة الإخوان في مصر عدم نشرها والتكتم عليها. وكان رد "الغنوشي" غاضبا على تصرف "أردوغان"، ووزعها على قادة الإخوان بعد عشرة أيام من الاجتماع، رافضا قرار التنظيم العالمي بحفظها وكتمانها.
ووصف "الغنوشي"، في بداية مداخلته، قيادة الإخوان في مصر وسياستهم ب"المرتبكة والارتجالية والمتمردة والصبيانية". وبعد أن أسهب مطولا في الحديث عن التجربة المصرية، قال إنه "كان من حظ المصريين أن تجربة الربيع العربي سبقتهم، وكان لهم الوقت الكافي، والمناسب لدراسة التجربة التونسية والتركيز عليها واستخلاص العبر منها، ليتجنبوا سلبيات تجربتنا في تونس، ويركزون على الإيجابيات فيها".
واستدرك "الغنوشي"، قائلاً: "لكن للأسف انطلق الإخوان في مصر، وكأن شيئا لم يحدث في دولة شقيقة لهم بقيادة أشقاء، وإخوان يشاركونهم النهج نفسه والتجربة، ولم يكلفوا خاطرهم باستشارتنا. فرضنا أنفسنا عليهم وراسلناهم وخاطبناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم في العديد من المواقف، ولكن لا حياة لمن تنادي". وأضاف "الغنوشي": "كانت تجربة الإخوان في مصر مع بدايات ثورة الشعب المصري منذ الأيام الأولى لثورة يناير تعاني ارتباكا كبيرا، وترددا عميقا يسود قيادة الإخوان في مصر، فجزء من القيادة يدعو للمشاركة في الثورة، وجزء يدعو للانتظار، والثالث يريد المراقبة، بينما نزل الشعب المصري بأسره إلى الشوارع من واقع الظلم والمعاناة والجوع والفقر".
الإخوان مسؤولين عن الانقلاب الذي كان له حاضنة شعبية فاقت من انتخبوهم وما حدث قد حدث
وقال "الغنوشي": "لا يمكن لأي حزب ولا لأي قيادة أن تدعي أنها هي صاحبة الانطلاق، فقد التحق الإخوان كغيرهم بالجماهير بدل أن يقودوها، وكان الإخوان كغيرهم حذرين من هذا التحرك الشعبي، لم يراهنوا للحظة على نتائجه، ولم يريدوا أن يدفعوا ثمن مشاركتهم في حال فشلت هذه الثورة الشعبية، مع أنهم طيلة السنوات الماضية كانوا يدفعون ثمناً باهظاً".
وتابع: "لم أقتنع بحذرهم ولا بأسبابه، لأنهم لم يكونوا وحيدين فهناك غطاء شعبي عفوي كان من الممكن التحكم فيه، وصياغة نتائجه بقدر ما ينخرطون بالشعب وثورته، وعندما التحقوا بالثورة كان الموقف ضبابيا، فالبعض شارك والبعض ساوم، وفاوض الآخرون نائب الرئيس الأسبق عمر سليمان".
وقال "الغنوشي": "في اليوم السادس للثورة في مصر اتصلت بمكتب الإرشاد، وقلت لهم ما أسمعه وأشاهده عبر وسائل الإعلام، قلت لهم أهنئكم سلفا بانتصار الثورة، والشعب لن يخطو أي خطوة إلى الوراء، فألقوا بكل ثقلكم فيها فما نسمعه، ونشاهده عبر وسائل الإعلام يبشر بالنصر، وقلت لهم اعملوا على تأطير الجماهير، وحددوا مطالبها حسب الأولويات، ولا تساوموا ولا تفاوضوا على بقاء النظام لأنه في هذه الحالة، فسوف تلفظكم الجماهير، وتسقطكم بمعية النظام".
الغنوشي
وواصل "الغنوشي": "وهنا لا أخفي أن جيل الشباب في الاخوان كان متحمسا ومنخرطا، وخالف قيادته في كثير من المراحل، ولم يكن هناك تقسيم أدوار، لأن أعين قادة الإخوان منذ البداية كانت منصبة على المساومات والمفاوضات. ومع أول دعوة وجهت من النظام للحوار نصحت الإخوة في مصر بعدم التجاوب معها، وبأن لا يكونوا طرفا في هذا الحوار. قلت لهم إن من سيذهب للحوار فلن يمثل أحدا، لأن هبة الشارع تزداد، وعنوان إسقاط النظام أصبح الشعار الذي لا رجعة عنه، وأن أي حلول وسط هنا، أو هناك سوف يسقطها ميدان التحرير فوراً".
وقال "الغنوشي": "أجابني البعض منهم، وقالوا يا شيخ راشد إن تجربتنا تختلف كثيرا عن تجربة تونس، فأهل مكة أدرى بشعابها أي أن إخواني رفضوا مني حتى النصيحة، وإبداء الرأي. سارت الأمور، وسقط النظام على صخر صمود الشارع المصري مع أن كل الأحزاب، وفي طليعتهم الإخوان كانوا يساومون النظام على تغيير شكله وليس جوهره".
وأضاف "الغنوشي": "بعد ذلك حصلت انتخابات مجلس الشعب 2011، ومنذ اللحظة الأولى أعلن الإخوان أنهم سوف يكتفون في هذه المرحلة بالتنافس على أصوات المجلس، وأنهم لا يفكرون مطلقا بالتنافس على رئاسة الدولة، قلت إن هذا موقف عظيم وحكيم، ورددت في نفسي خلالها أن إخوتي في مصر فهموا الدرس جيدا، وبدأوا يستخلصون العبر والنتائج بإيجابية. ومما أثلج صدري أكثر هو عندما قالوا إننا لن ننافس على أغلبية المجلس، بل سوف نساهم مع بقية الأحزاب في تركيبة المجلس بثقل معقول".
وقال "الغنوشي": "للأسف لكن الأمور سارت عكس ما قالوا وجرت الانتخابات، وهيمنوا على الأغلبية هم وحلفاؤهم، ثم استفردوا في المجلس فشكلوا لجانه وفق رغباتهم ومصالحهم ولم يراعوا للحظة باقي شرائح الشعب المصري التي صنعت الثورة، فلم ير المواطن المصري فيما حصل سوى استبدال الحزب الوطني المنحل بالإخوان. هذا يعني أنهم لم يكونوا قريبين من نبض الشارع، ولم يحققوا شيئا مما ناضل الشعب المصري من أجله، غايتهم كانت السلطة والمناصب فاستأثروا بطريقة أكثر فجاجة من طريقة مبارك ونظامه وسيطر عليهم الغرور".
واعتبر "الغنوشي" أن الإخوان "لا يعترفون بأن تجربتهم في إدارة الدولة هي محدودة، إن لم تكن معدومة كان بإمكانهم أن يستفيدوا من خبرات، وكفاءات كثيرة موجودة، وستكون المحصلة لصالحهم، ولصالح نهجهم. لم يأتمنوا أي طرف وعاشوا جو المؤامرة، وتقوقعوا على أنفسهم، وانحصروا، وتحاصروا، وابتعدوا كثيرا عن الشارع الذي كان ينتظر الكثير منهم لكن، وللأسف انشغل الإخوان بأمور الدولة ليتمكنوا منها، وابتعدوا عن الشعب فعزلهم".
وقال "الغنوشي": "كانت الصدمة الأكبر عندما أخذهم الغرور كثيرا، فأرادوا أن يحكموا سيطرتهم على مفاصل الدولة كلها بأدوات قاصرة، وعلى كل الأصعدة فقرروا المشاركة في انتخابات الرئاسة المصرية 2012. لقد جاءني الخبر وكنت في اجتماع لمجلس الشورى لحزب النهضة فقلت لنفسي وللمجتمعين: الله يعوض عليكم في إخوانكم في مصر قرروا بهذه الخطوة سرعة نهاية تجربتهم".
الإخوان أرادوا السيطرة على كل مفاصل الدولة والمواطن رآهم مثل الحزب الوطني المنحل
وتابع: "وأوكد أن قرار ترشيحهم خيرت الشاطر أولا، ثم تغييره بمحمد مرسي، لم يحز على رضا قاعدة الإخوان، وكان بمثابة صدمة للشارع المصري الذي كان مهيئا بأن الإخوان لن يشاركوا بانتخابات الرئاسة. ومع هذا بادرت، واتصلت بهم وحذرتهم من هذه الخطوة، وقلت لهم الوضع غير مناسب، فلا تمسكوا بكل أوراق اللعبة وحدكم، شاركوا الجميع فالمسئولية ضخمة فلا تكونوا المسئولين الوحيدين عن الفشل، لا تستمعوا لمن يخدعكم من الداخل والخارج فأنتم أصحاب القرار. الرئاسة عبء كبير عليكم ومصر عبء على الجميع، ابحثوا عن شخصية قومية عربية إسلامية، تكون بجانبكم، وفي الصدارة لتحمل المسئولية ولو شكلا، إياكم ثم إياكم فبعض الأطراف الخارجية تريد الزج بكم في مواجهة الشعب المصري فلا تخطئوا".
وحول استجابة الإخوان لما قاله "الغنوشي"، قال: "كل ما قلته وما قاله غيري من إخواني من تونس، وغيرها لم يجد آذانا صاغية عند قيادة الإخوان في مصر، فقد كانت تعيش حالة من الغرور الذي لا يوصف، خدعوا أنفسهم قبل أن يخدعوا غيرهم. أعلنوا مرشحهم للانتخابات، ونزل غيرهم وأبلغوني أن تقديراتهم كانت تشير إلى أن مرشحهم سوف يحصل على أكثر مما سيحصل عليه باقي المرشحين، أي أنهم سيحسمون النتيجة في الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة. كانت الصدمة كبيرة عندما لم يحصلوا على أكثر من خمسة ملايين صوت، فأدركت وأدرك معي الآخرون أن الشعب المصري بدأ حسابه مبكرا مع الإخوان وأن باب الحساب لن يغلق بعد اليوم".
وتابع "الغنوشي": "قوة الإخوان كحزب تاريخي في مصر تمثلت بخمسة ملايين صوت في الدورة الأولى، وثبت أن هذا ما يقدرون على حشده من تنظيمهم، والتنظيمات المتحالفة معهم. شخصيا لم أصدم فقد حاولت التدخل من جديد وقلت لهم لقد تساوت أصوات مرشح النظام السابق تقريبا مع أصوات الأخ محمد مرسي أتمنى عليكم أن تنسحبوا من المعركة، وافتحوا المجال للرجل الذي حصل على الترتيب الثالث (حمدين صباحي) لينافس مرشح النظام. انسحبوا لصالحه وادعموه بكل قوة، وأنا على ثقة بأن النتيجة ستكون ساحقة، وماحقة لرموز النظام السابق، وسيسجل التاريخ لكم هذا الموقف، وستمهدون الطريق لكم في مراحل قادمة".
وأضاف "الغنوشي": "لقد وقعنا في أخطائكم في تونس، ولكن دفعنا ثمنها كثيرا. خذوا تجربتنا، واستفيدوا منها قبل أن تدفعوا الأثمان في مصر، وكان الجواب بالرفض، ولا حياة لمن تنادي. واصل الإخوان الانتخابات فنجحوا نجاحا هزيلا، ولكن فجوة كبيرة بينهم وبين الشعب المصري قد بدأت تتسع، فالشعب الذي احتضن رموزهم ورفعهم في وجه النظام السابق قد بدأ يلفظهم. أصبح من الإخوان رئيس، والرئيس يعمل في مكتب الإرشاد، وشكل الإخوان حكومة جديدة تتسرع وتتسارع لتمكين الإخوان في الدولة".
محمد مرسي
وتحدث "الغنوشي"، في رسالته، أكثر فأكثر عن طريقة إدارة الإخوان للدولة، وقال: "واصلوا العمل في الرئاسة والحكومة بطواقم إخوانية صرفة، لا خبرة لها في إدارة الدول، والشعب يغلي وقادة الإخوان لا يعيرون أي أهتمام لذلك واستهتروا بالشعب، وتحركاته ومطالبه، وخاضوا معاركهم الجانبية هنا وهناك تحت شعار الفلول عائدة مع أن نظام مبارك سقط ولن يعود بأي شكل من الأشكال، لكن الحقيقة هي أن الشعب المصري لم يعد ير أي فرق ما بين فلول مبارك ودولة الإخوان".
وقال "الغنوشي": "كان الجيش يراقب ويتدخل هنا وهناك، والتقى قادته بالرئيس وقادة الإخوان، ولم يستجيبوا لمطالبهم ولم يتجاوبوا مع أدناها، لأن اللحظة النرجسية، والغرور الإخواني كان مسيطرا، فلم يستمعوا لأحد وابتعدوا عن استخلاص العبر. كانت هناك دعوات من قبل تنظيمات وأحزاب وأشخاص إلى القيام بتحركات وفعاليات، لكن تقديرات الإخوان أن هذا سيكون هزيلا، بل سبقوهم بتحركات موازية ولكن للأسف كانت هزيلة. تحرك الشعب ونزل إلى الشوارع وأعطوا فرصة للإخوان ليستدركوا ويتراجعوا، لكن للأسف نزلت الملايين في 30 يونيو، والإخوان ظلوا يناقشون، ويجادلون ويكابرون بأن من نزل لا يتجاوز عددهم العشرات أو مئات الآلاف".
وتعرض "الغنوشي"، في رسالته، إلى الجدل الذي دار حول ما إذا كانت أحداث 30 يونيو في مصر انقلاب عسكري أم ثورة، وقال: "جدل مقيت وهزيل، فلقد حصل ما حصل، وأنا أتفق مع ما يقوله الإخوان: انقلاب عسكري 100%، لكنني أسألهم أليسوا مسئولين عن هذا الانقلاب، ألم يحظ الانقلاب بحاضنة شعبية فاقت أضعاف ما حصلوا عليه من أصوات في انتخابات الرئاسة؟".
واستدرك "الغنوشي": "لا تفهموني خطأ، فأنا ضد ما حدث وأطالب بالرجوع عنه، ولكن هذا أصبح من الماضي فعلى الجميع استخلاص العبر خاصة على ضوء محاولاتهم للجوء لتنظيمات جهادية وسلفية لمساعدتهم في مواجهة حكم العسكر، وعودة الشرعية. هذا تكتيك قد اختلف وقد اتفق معه، ولكن ما أحرمه الآن هو أن ما وصلنا إليه في مصر أن تنظيم الإخوان قد بدأ يعمل لدى التنظيمات الجهادية، والسلفية، وفق ما يقررون هم أي التنظيمات الجهادية أما الإخوان فيسيرون خلفهم. إن ما أخشاه أن لا نجد في القريب والمستقبل المنظور تنظيم الإخوان التاريخي في مصر، حيث إن الغالبية العظمى من شبابه قد بدأت تنخرط وتتعايش مع التنظيمات الجهادية والسلفية المنتشرة في مصر، وفي محيطها وأن الإخوان سيجدون أنفسهم رهينة في يد هذه التنظيمات".
ويقول "الغنوشي"، متحدثاً عن الهدف من رسالته: "أبعث لكم هذه المطالعة لأطرح عليكم ضرورة التفكير العميق والهادئ للحفاظ على ما تبقى من زخم الإخوان وقوتهم لإعادة بناء مشروعنا من جديد، وهو ما لا يتم إلا بالحوار مع الدولة والأحزاب. إن أردتم ذلك فأنا على استعداد لأن ألعب دور الجسر يعبرون عليه من أجل إعادة البناء والحوار والتفاهمات، فلا يجوز للإخوان أن ينعزلوا عن الحياة السياسية في مصر، وأرى أن عليهم أن يعيدوا التفكير وأن يشاركوا في العمل السياسي، وينخرطوا في الانتخابات البرلمانية القادمة ببرامج ومشاريع جديدة تقوم على التعايش مع الآخرين والعمل المشترك".
وتحدث "الغنوشي" عن علاقة الإخوان بدول الخليج العربي، وقال: "لقد أخطأ الإخوان في مصر، وأخطأ حلفاؤهم معهم ولم تكن سياسة حلفائهم صحيحة 100%، لقد دفعهم الإخوة في قطر لأزمة مع دول الخليج في وقت كان فيه الإخوان في مصر بحاجة لدول الخليج ودعمها، لكن الأفكار بدأت تراود البعض في قيادة الإخوان بمصر في تصدير الثورة، ما أثار حفيظة وغضب قادة دول الخليج فتنبهوا لخطرهم، مع أن تاريخ دول الخليج مع الإخوان كان جيدا وكانوا داعمين لهم عبر نواد وروابط وجمعيات واتحادات ولو أرادت دول الخليج وقف ذلك لأوقفته".
واختتم "الغنوشي" رسالته قائلاً: "لم ينجح الإخوان في طمأنة دول الخليج منهم فكانوا صندوق بريد مرسلا من أطراف عديدة إقليمية أهمها تركيا وقطر وغير إقليمية، لقد استخدمهم حلفاؤهم أكثر مما استخدم الإخوان حلفاؤهم في بقائهم".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.