علاقتي المالية ب «إخوان مصر» إشاعة سخيفة التونسية (تونس) حاورته: جيهان لغماري في حوار خاطف، نفى الدكتور محمد الهاشمي الحامدي صحة ما يروج حول شبهة علاقة مالية له مع تنظيم إخوان مصر رافضا الرد على مثل هذه الإشاعات مستنكرا «ثورة» «يرعاها الجيش والشرطة وجهاز أمن الدولة المحل ورجال أعمال نظام مبارك ونجومه في ساحة الإعلام»، حسب قوله. كما أكد على أنّ «تيار المحبة» ينافس «النهضة» وكل الأحزاب الأخرى وأنّ موقفه من المشهد المصري كان سابقا لموقف «النهضة» محاولا في كل ما سبق عدم الإجابة المباشرة عن سؤال إمكانية إعادة صياغة علاقته بالنهضة وتحالفه معها مستقبلا تاركا الباب بذلك مفتوحا على كل الاحتمالات. وهذه تفاصيل الحوار: قال الصحفي المصريّ براء الخطيب على صفحته على الفايسبوك إنّ صاحب قناة «المستقلّة» الحامدي قد «باع» مموّلَه رجل الأعمال المصريّ “أشرف السعد” (رجل أعمال معارض للإخوان) الذي كان يتقاضى منه مبلغ 350 ألف جنيه إسترليني سنويا نظير تلقّيه من الإخوان المسلمين في مصر مبلغا قدره 750 ألف جنيه إسترليني، وأنّ السفير القطري في لندن قد دفع المبلغ بشيك مصرفيّ ، ما ردكم عليه؟ لو رددت على هذه الإشاعات السخيفة لأعطيتها قيمة. لو كان الدفاع عن الدولة المدنية والديمقراطية والإرادة الشعبية نابعا عن تجارة وطلب مغانم، أليس الأولى التوجه لدعم الانقلاب المدعوم بالمليارات؟ هناك أمور لا تباع ولا تشترى، منها التمسك بأهم ثمار الثورة التونسية، وهي إنهاء حكم التغلب وفتح صفحة جديدة لتنظيم السلطة في العالم الإسلامي تقوم على الشورى واختيار الأمة. هناك حديث عن بداية إعادة صياغة علاقتكم مع «النهضة» نحو تحالف مستقبلي ويستدلون بموقف العجمي الوريمي الإيجابي منكم بعد تبنيكم تقريبا نفس موقف «النهضة» حول أحداث مصر واعتبار ما حصل انقلابا عسكريا؟ معارضتي للانقلاب في مصر سبقت صدور موقف «النهضة»، وأنا أشترك فيها مع الأغلبية الساحقة من الناس في العالم العربي. من جهة أخرى: «تيار المحبة» ينافس حزب «النهضة» و«الحزب الجمهوري» وحزب «المؤتمر» وحزب «التكتل» و«الجبهة الشعبية» و«نداء تونس» وبقية الأحزاب التونسية في خدمة تونس. هدفنا هو الفوز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، وتمكين كل التونسيين من التغطية الصحية المجانية وصرف منحة البحث عن عمل لنصف مليون عاطل عن عمل. وعلى الأرجح ستبدي لك الأيام صدق هذه التوقعات بحول الله. لو كنتم سياسيا مصريا وخرج أكثر من 30 مليون مواطن للشارع ضد الرئيس مع رفض الأخير أي حل وسط بما في ذلك بقاؤه في منصبه مقابل الدعوة لاستفتاء على بقائه من عدمه أو إجراء انتخابات مبكرة قد تفضي إلى بقائه وبالتالي إعطائه أكثر شرعية، كيف كنتم تتصرفون لمنع الاقتتال بين الشقين المعارض والمؤيد للرئيس؟ وهل تجدون من المعقول ميدانيا عدم تدخل الجيش مقابل مواجهة حتمية تؤدي إلى حرب أهلية؟ 30 مليون رقم مفبرك مختلق من قبل الانقلابيين. والأرقام الحقيقية تظهر في صناديق الاقتراع. من جهة أخرى: هل رأيت «ثورة» في الدنيا يرعاها الجيش والشرطة وجهاز أمن الدولة المحل ورجال أعمال نظام مبارك ونجومه في ساحة الإعلام؟ أمامك انقلاب عسكري متكامل الأركان لفرض الوصاية على الشعوب العربية من جديد، وللقول بأنه لا ينفع مع العربي إلا حكم العسكر وأمن الدولة. أمامك مشروع لنسف مكاسب الثورة التونسية من الجذور. وإن شاء الله سيفشل. قلتم في حديث سابق أن الوصول إلى الرئاسة يتطلب دعما قطريا أو فرنسيا، هل مازلتم تعتقدون في ذلك أم راجعتم مواقفكم بعد تقارب مواقفكم نسبيا من النهضة؟ ذكرت هذا في وصف تفكير جزء من الطبقة السياسية. أما مذهبي أنا فكررته آلاف المرات: توكل على الله وحده. كن مع الله ولا تبالي. بعد ذلك، يعرض الأمر على الشعب، فهو الذي يختار بحرية من يحكمه. وقد قيل لي يوما: من هي الدول التي ستدعمك في برنامجك السياسي حين تعلن فيه نيتك حكم تونس، فأجبت، الله تعالى، ثم الشعب التونسي. لا أحتاج لأي طرف آخر. بقاؤكم في الخارج يزيد حجم الغموض وخاصة الإشاعات المختلفة المنتصرة لكم أو المعارضة، فلماذا لا تعودون في هذه الفترة ولو لأيام لتوضيح مواقفكم من كل القضايا الحارقة خاصة أن البلاد تعيش أزمة آنية تتطلب اللقاءات المباشرة الجماهيرية مع عامة الشعب؟ لا غموض ولاهم يحزنون. أعيش خارج تونس منذ ما يقرب من ثلاثين عاما. وعندي أمّة من المحيط إلى الخليج تحبني وأحبها بشكل طوعي من خلال عملي في الإعلام. قلت لك أنت شخصيا في أكثر من حوار إن مهنة الإعلام عندي خير من رئاسة الجمهورية. وضعي اليوم أفضل بكثير من كثير من الرؤساء العرب. بسم الله ما شاء الله ولا قوة إلا بالله. اللهم صل على محمد وآل محمد. من خلال الإعلام أخدم أمة تعدادها حوالي ثلاث مائة مليون نسمة، وأعبر عن أشواق العرب جميعا للحرية والكرامة. افتحي تويتر واقرئي ماذا يقول الناس عني وعن قناة «المستقلة». اسمعي المصريين والعرب وهم يقولون إنني أعبّر عما يجول في صدور عشرات الملايين منهم. لا أقول هذا من باب التباهي والغرور، وإنما لأذكرك مجددا، وأنت صحفية ويهمك الأمر مباشرة، بأن الصحافة هي السلطة الأولى وليس رئاسة الجمهورية. في تونس حاصرتني النخب السياسية والإعلامية رغم ما حققته من فوز كبير في الانتخابات وروجوا عني إشاعات كثيرة وتهما باطلة بينت الأيام أنه لا أساس لها من الصحة على الإطلاق. ومع ذلك، فلست متلهفا على السلطة بل أعلن دائما أنني في غنى عنها. هل كنت تريدين مثلا أن أخطط لانقلاب عسكري أو أشارك فيه مثلما فعل عدد من الساسة المدنيين في مصر؟ إنني أفضل البقاء في المعارضة خمسين عاما على أن أشارك في الانقلاب على إرادة الشعب التونسي. لقد قدمت للشعب برنامجا واضحا، ونخبة من النشطاء السياسيين الجديرين بالثقة والاحترام. إذا طلب مني الشعب خدمته فسأضحي وأعود لبعض الوقت. وإذا اختار الشعب التونسي غيري فهو حر، وسأشكره، وسيستمر تيار المحبة دائما في الدعوة الى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.