اتفق وزراء الخارجية العرب في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقبلة على تشكيل «ترويكا» عربية تضم تونسوالجزائر والبحرين لمتابعة الوضع في العراق بعد نقل السلطة في نهاية جوان المقبل إلى حكومة عراقية مؤقتة لكنهم استبعدوا في المقابل إرسال قوات عربية إلى هذا البلد... وخلال اجتماعات القاهرة التي تواصلت على مدى 3 أيام مهد الوزراء العرب لقمة تونس من خلال تبني مشاريع قرارات حول الإصلاح وهيكلة الجامعة العربية وحول القضيتين الفلسطينية والعراقية. وبدا من خلال تصريحات وزراء الخارجية العرب والأمين العام للجامعة عمرو موسى أن توافقا قد حصل حول القضايا المتعلقة بالإصلاح والعمل العربي المشترك وهو ما من شأنه أن يوفر فرصا أكثر لإنجاح القمة المقبلة التي يفترض عقدها في مطلع الأسبوع الرابع من الشهر الجاري بحضور عدد كبير من القادة العرب. **«ترويكا» و4 بنود هامة وجاء في البيان الختامي الصادر في ختام الاجتماعات المغلقة بمقر الجامعة العربية في القاهرة التي تواصلت ثلاثة أيام انه تم تشكيل «ترويكا» عربية تضم كلا من تونسوالجزائر والبحرين لمتابعة الوضع في العراق بعد تاريخ 30 جوان المقبل أي بعد تسلم حكومة عراقية مؤقتة السلطة (وان كانت السلطة الفعلية بأيدي الأمريكيين). واستبعد وزراء الخارجية العرب في الأثناء ارسال قوات عربية الى العراق باعتبار استمرار الوجود الأجنبي في هذا البلد حتى بعد نقل السلطة، ولكن أيضا في ظل تحفظ السلطات العراقية الخاضعة مباشرة لنفوذ الأمريكيين على ارسال قوات من بلدان مجاورة كسوريا والسعودية. وبخصوص العراق أيضا شجب البيان الختامي الممارسات غير الانسانية من جانب قوات الاحتلال الأمريكي ضد الأسرى العراقيين وطالب بتقديم الجناة الى العدالة كما طالب بانسحاب قوات الاحتلال من العراق... وبخصوص القضية الفلسطينية أعلن وزراء الخارجية العرب في أحد مشاريع القرارات التي تم الاتفاق بشأنها رفضهم للدعم الذي قدمته الادارة الأمريكية لخطة شارون التي تشمل انسحابا مفترضا من قطاع غزة كما طالبوا الرئيس الأمريكي باحترام تعهداته، بقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة دون الاشارة الى أي سقف زمني حيث أن جورج بوش كان قد اعتبر مؤخرا أنه من الصعب التوصل الى حل نهائي بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال 2005 والى جانب الموضوعين العراقي والفلسطيني تبنى وزراء الخارجية العرب مشروع قرار حول الاصلاحات التي ينبغي على الدول العربية تطبيقها والتي كانت السبب الرئيسي وراء تأجيل القمة التي كان مقررا عقدها في تونس في موفى مارس الماضي. وحول هذا الموضوع تحديدا يفترض أن يصدر عن القمة المقبلة اعلان تونس حول ضرورة تطوير الاصلاحات في العالم العربي وتحسين أساليب العمل في صلب الجامعة العربية حسب ما قاله أمس مصدر دبلوماسي في القاهرة. وأوضح المصدر ذاته ان هذا الاعلان يشمل وضع المرأة وحقوق الانسان في الدول العربية. واتفق وزراء الخارجية العرب كذلك على مبدإ إعادة هيكلة مؤسسات الجامعة العربية، غير انهم أحالوا تطبيق هذا البند إلى القمة العربية في الجزائر العام القادم وخصوصا في ما يتعلق بنظام التصويت في الجامعة العربية.