أسفرت العملية الارهابية التي وقعت اليوم بجبل ورغة بالكاف عن استشهاد جنديين وجرح أربعة، وهي العملية الثانية في أقل من نصف شهر، لتكون حصيلة 15 يوما، 17 جنديا، أي استشهاد أكثر من جندي واحد في اليوم، هذا دون احتساب الجرحى. وتعتبر سنتي 2013 و 2014 ثقيلة من حيث الخسائر في الأرواح، وليس الأمر عند هذا الحد فقط، بل أصبح المواطنون يطرحون أسئلة تحيل الى اشكاليات تهزّ من الثقة أحيانا. وقد أجمع كل الخبراء والعارفين، وحتى من الأمنيين والعسكريين أنفسهم أن الاستراتيجية المتبعة في مكافحة الارهاب لم تأت أكلها، بل لم تثبت جدواها، حتى أن الأهالي في القصرين لم يعودوا يأخذون القصف المدفعي على جبل الشعانبي من حين لآخر محمل الجد، ويتندرون بالأمر ويتناقلون روايات كخروج الارهابيين ليلا من الجبل والتوجه الى المقاهي للسمر ولعب الورق مع الناس ثم يعودون فجرا لممارسة ارهابهم. الأمر لم يعد يحتمل مزيد الضحايا من أبطال الجيش والأمن الوطنيين، وهو ما يستوجب على الرئيس المؤقت أن يتحمل مسؤوليته كاملة، ويقوم بتغييرات في أعلى القيادة العسكرية، وتغيير رئيس أركان جيش البر أمير اللواء محمد الصالح الحامدي. واذا لم يتخذ الاجراء الحتمي الذي تستوجبه المرحلة، فعلى مهدي جمعة الذي أعطاه الوفاق الوطني سلطات واسعة أن يتحمل المسؤولية ويتخذ القرار الذي تمليه اللحظة.