يخيّل لي، احيانا، أنني سأكفّ عن كتابة اي شيء سوى الغزل وأنني سأمزّق قصائدي الأخرى قطعا وألقي بها في الموقد المتوهّج *** منذ زمن، وطريقي ينحدر بي من أعالي الجبل من يدري كم تبقى من أيام لي؟ ماهي الا حياة واحدة، فلو انها اكثر من حياة لأمكن لحبّي ان يعمّ الجميع *** لأكن أينما اكن، وليحدثْ معي ما يحدث يكفي ان يظل حبي حيا في قصيدي لم يعد امامي كثير من الوقت لأكتب عن الترهات المختلفة *** أسرع وأملأ مستودع حبوبك أيها الجبلي سينقضي الخريف، ويحلّ الشتاء كل يوم تزداد الحياة قصرا ودائننا، دون ان يغمض جفنا يحمل في خرجه طوال الليل والنهار مستردا كل ما علينا من ديون *** اكنتُ اكتبُ أو اتمتع بالزرقة السماوية يجري، هو الشحيح، حسابا دقيقا لكل شيء الحياة نهر، وفوق هذا النهر الهائج يُحرق، من وراء ظهري الجسور. *** وأنا ارجو، ايها الدائن الرهيب استعد مِنح الحياة كلها انما لا تقطع فجأة، وقبل الأوان ساعة لقائي المتأخرة مع الحبيبة *** وتظل عربتي منحدرة من الجبل ويظلّ غير مصغ الى ضراعتي الدامعة كان ثمة ندى، وبغتة لم يعد له وجود والطيور غادرت الى جهات بعيدة كل شيء يمرّ، واغنية «دا لا لاي» لم تعد تمتلك رنينها القديم نفسه *** قليلة هي الاقامة على الارض حيث يتغير كل شيء مع السنين قال الندى: «كان القيظ محرقا» (الثلوج تتساقط) اوضحت الطيور *** غير ان اغنية «دا لا لاي» اخبرتني: ما برح رنيني دونما تبدّل مثلما كان فلا تعذلني اليوم آخذا عليّ تغيّرك غير القليل *** لتحاول ان تعزف كما عزفت من قبل او لتصغ اليّ، في الأقل، كما عهدتك قديما في قاعات المتاحف... في اللوفر وفرساي حيث كنت اتجوّل لأيام عديدة يحدث ان يحيّرني هذا التشابه العجيب بينك وبين المادونات الصارمات وكنت افكّر: اي إلمام هذا، أي تصوّر جمالي غريب استطاع ان يتنبأ بتقاطيعك قبل ولادتك بهذه السنين كلها؟ بعيدا من حدودنا اتفق لي ان أرى العديد من الجميلات غير اني كنت احزر جمالك في ملامحن ولم اكن افهم احيانا كيف امكن بنات الارض الغريبة ان يقتبسن هيأتك هذه؟ يلقي سراجي الداخن الضوء ولم يعد من احد صاحيا في بيتنا عداي انحنيت على وجهك النائم لأهمس ثانية: انني احبك تمرّ الايام اكثر حلاوة او مرارة وأحسّ، وقد صرتُ اكبر سنا انني اعيد بلا انقطاع هذه العبارة نفسها: انني احبّك فإن كذبتُ عليك احيانا اتضرّع اليك من اجل شيء واحد هو ألا تظني انني رجل ميؤوس منه لأكذب عليك في اعترافي: انني احبك ان قصيدتي الوحيدة، قصيدتي الحقة/هي: انني احبّك