ألقى محققو فرقة الشرطة العدلية بباردو مؤخرا القبض على شاب عربي وآخر تونسي للاشتباه في تحيلهما على شبان عرب بعد أن أوهماهم بأنهما قادران على تمكينهم من الحصول على تأشيرة سفر الى فرنسا. وتفيد الابحاث ان شابا مغاربيا يقيم في تونس منذ مدة طويلة وبالتحديد في منطقة باردو كان قد ربط علاقة ودّ مع أجواره التونسيين وكسب ثقتهم الى أن أصبح ملازما لاحدهم وقد ذكر له انه عاد قبل مدة الى بلده حيث قابل بعض أصدقائه وأكد لهم أنه يجني أموالا طائلة في تونس بمساعدته الراغبين في الهجرة الى فرنسا على نيل تأشيرات السفر. وقد استحسن التونسي فكرته واتفق معه على أن يقنع أبناء بلده بهذا العمل مقابل دفع مبلغ مالي. فقبل الشاب المغاربي الفكرة وراح ينسق مع أبناء بلده للمجيء الى تونس والعبور منها الى فرنسا بتأشيرات سفر مقابل مبلغ مالي قدره 5000 دينار. وفي الاونة الاخيرة هاتف مجموعة من الشبان واقترح عليهم الفكرة فرحبوا بها، واعدّ لهم منزلا وحدد لهم تاريخ القدوم الى تونس، فكانوا في الموعد ومعهم المبالغ المطلوبة ممنين أنفسهم بالسفر الى فرنسا، والحصول على عمل هناك. وقد استقل الشاب المغاربي سيارة صحبة صديقه التونسي وأتجها الى المطار لاستقبال ضيوفهما، ثم نقلاهم الى المنزل المعد لهم وعند حصولهما على المبالغ المالية مكّناهم من تأشيرات مزيفة وأخبراهم بأن سفرهم لن يكون جماعيا. وبعد أيام انفردا بواحد من المجموعة وأوهماه بأنهما سيساعدانه على السفر في القريب العاجل ولهذا أكتريا له منزلا آخر وبعد مدة أخبرا المجموعة ان رجال الامن ألقوا القبض على صديقهم مما أدخل الارتباك في نفوسهم وقرروا الرجوع الى بلدهم لكن حزّ في نفوسهم خيبة الامل في السفر وفقدان اموالهم فظهر الارتياح لدى الشاب وصديقه التونسي لان الحيلة انطلت عليهم الا ان أحد المتضررين اتصل هاتفيا بزوجة الشاب التونسي وعلى إثر انتهاء المكالمة تشكك في الامر، فأطلع اصدقاءه على الخبر فتكتموا عليه وهاتفوا الشاب التونسي وطلبوا منه المجيء كي ينقلهم الى المطار من أجل الرجوع الى بلادهم ولدى وصوله ناقشوه ثم طلبوا منه ان يرجع اليهم اموالهم وصديقه المغاربي. وفي الاثناء كان أعوان فرقة الشرطة العدلية بالجهة يقومون بحملات استطلاعية على المنازل المعدة للكراء للاجانب، فتفطنوا الى نشوب الخلاف بين الشاب التونسي والشبان المغاربيين. ولذلك نقلوهم الى المقر الأمني فذكروا امام الباحث انه مجرد خلاف بسيط حول معلوم الكراء إلا أن هذا لم يقنع رجال الشرطة وبفضل حسهم الامني تشككوا في الامر فأعادوا استجواب المجموعة فرادى فلاحظوا أقوالا متضاربة، وبتضييق الخناق عليهم ذكروا ان قدومهم الى تونس كان بإيعاز من صديقهم المقيم هنا منذ مدة والذي أقنعهم بأنه يستطيع تمكينهم من الحصول على تأشيرة للسفر الى فرنسا مقابل دفع مبلغ مالي قدره خمسة آلاف دينار الا ان الشاب التونسي والمغربي ابتدعا أكذوبة مفادها ان رجال الامن بتونس انتبهوا الى صديقهم الذي كان سيسافر بعد أيام معدودة حسب مزاعم المشبوه فيهما. ولذلك تم استدعاء الشاب ولدى استجوابه صحبة شريكه في العملية أنكر كل منهما ما جاء على لسان المهاجرين المغاربة، وباجراء المكافحة اعترف المظنون فيهما ما نسب اليهما. وعلى إثر ذلك تم تحرير محضر في الشأن في انتظار ما ستفرزه الابحاث.