أحيى الليبيون يوم أمس الثلاثاء ذكرى استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار ( 1862 – 1931 م)الذي قامت سلطات الإحتلال الإيطالي بإعدامه شنقاً في قرية سلوق :20 كم غرب بنغازي « في صبيحة يوم 16 .9. 1931 م على مرأى ومسمع من آلاف الأسر المعتقلة في سياجات شائكة أقامها الإيطاليون لحبس الأسر المهجرة من نجوعها وقراها لقطع المدد عن المجاهدين. يحيي الليبيون هذه المرة "يوم الشهيد " وهم يخوضون حرباً تكاد تكون (أهلية) بين مناطق و جهويات و أيديولوجيات .و كل طرف يعتبر قتلاه شهداء في الجنة و خصومه أعداء في النار . وكل طرف حين يجهز على خصمه يقول "تمّ تجييفه " و يعلن ابتهاجه بالتخلص منه و يكبّر على رأسه. و في ذكرى «يوم الشهيد» أعلنت الحكومة الليبية (حكومة الثني ) أنه يوم عطلة رسمية. لكن حكومة الثني لا تسيطر على كامل البلاد ولا يعترف بها سائر المدن فمنهم من يعدها حكومة انقلابية غير شرعية ولا يعترف بما تصدره من تعليمات وقرارات. وبالتالي لن تكون العطلة مطبقة في جميع المناطق في ليبيا . تحل ذكرى عمر المختار الذي خلّده شوقي و حافظ و مطران في أشعارهم ، وجسد شخصيته انطوني كوين في فيلم عالمي و أطلقت معظم عواصم العالم اسمه على عدد من ميادينها و شوارعها حتى إيطاليا نفسها التي قامت بشنقه عادت واعتذرت عن فعلتها و قام رئيس وزرائها في قلب مدينة بنغازي و بحضور العقيد القذافي بتقبيل يد ابن الشهيد " محمد عمر المختار " . تحل ذكرى المختار في هذه الأيام وبعض مواطنيه من المنطقة الغربية يجترؤون على شخصية شيخ الشهداء و يحاولون تشويهها . ومنهم من عقد مقارنة بينه وبين قادة الميليشيات غير الشرعية مثل صلاح بادي ووسام بن حميد . وهو ما اعتبره مراقبون للشأن الليبي تطوراً خطيراً في الحرب التي تدور في ليبيا . ونذيراً بالتورط الفعلي في حرب أهلية و مؤشراً على تسرب تداعيات التقاتل الخطيرة على النسيج الإجتماعي الذي يطال هذه المرة رمز الجهاد و الاستشهاد في ليبيا الشيخ عمر المختار الذي لم يفلح حتى أعداؤه في تشويه صورته و نضاله ، ولم يكن يتخيل أحد أن يأتي دهر على الليبيين يهان فيه رمزهم الذي رفعوا صورته في 17فبراير و استحضروا كلمته الشهيرة وصارت شعارهم : "نحن لا ننهزم ننتصر أو نموت".