أجرى رئيس الحكومة مهدي جمعة ظهر اليوم بقصر الحكومة بالقصبة محادثة مع وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف والوفد المرافق له الذي يؤدي زيارة لتونس تندرج في إطار التعاون الثنائي بين البلدين. وقدم رئيس الحكومة للوفد الفرنسي بسطة عن مراحل تطور المسار الانتقالي في بلادنا والأجواء التي تمت فيها الانتخابات التشريعية ومختلف الاحتياطات التي اتخذتها الحكومة لإنجاحها بالإضافة الى تلك التي سيتم اتخاذها للانتخابات الرئاسية المقبلة . وقد عبر الطرفان التونسي والفرنسي عن تطابق في الرؤى وعن عزيمة لتطوير التعاون بين البلدين في المجالين الامني والقضائي وفي مجالات مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة المهددة للبلدين وللفضاء المتوسطي فضلا عن التطرق الى آفاق التعاون الفني بين وزارتي الداخلية في البلدين و تبادل الخبرات. وفي هذا السياق أكد الوزير الفرنسي لرئيس الحكومة رغبة باريس في مزيد تفعيل التعاون مع تونس بالإضافة الى رغبة في تبادل المعلومات المتعلقة بالإرهاب والتوقي من العناصر الجهادية المقاتلة في بؤر التوتر اضافة الى المخاطر المتأتية من الوضع الاقليمي العام. من جانبه عبر مهدي جمعة للوزير الفرنسي عن رغبة تونس في دعم فرنسا لمشاريع تطوير المنظومة الأمنية التي انطلقت حكومته منذ مدة في تفعيلها بما يوفر تركيبة جديدة متماهية مع حقوق الانسان والانتقال الديمقراطي والمناخ السياسي الجديد .
وحول الاجواء التي تمت فيها الانتخابات التشريعية الاخيرة قال الوزير الفرنسي انها تمت في اجواء شفافة وديمقراطية معبرا عن اعجابه بالدور الذي قامت به الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتنسيق تام مع الحكومة. من جهة اخرى عبر كازنوف عن اعجابه بالنتائج التي حققها المسار السياسي الحالي التونسي والذي قال انه تميز بانتقال ديمقراطي وسلس ومتوازن منوها بالدور الذي قامت به مؤسسات الدولة التونسية وبدور مكونات المجتمع المدني التونسي الذي قال انها مثلت عوامل توازن وتوافق فضلا عن دور النخبة السياسية التونسية التي قال انها عبرت عن نضج وجدية. وحضر اللقاء وزير الداخلية لطفي بن جدو والوزير المعتمد لدى وزير الداخلية المكلف بالأمن ، رضا صفر وسفير فرنسابتونس فرنسوا غوييت .