العريض يؤكد أن إجراء الانتخابات في نهاية 2013 أمر وارد تناولت محادثات رئيس الحكومة علي العريض أمس خلال زيارته الرسمية للعاصمة البلجيكية بروكسال مع كل من رئيس المفوضية الأوروبية جوزي مانويل باروزو ورئيس المجلس الأوروبي ورئيس البرلمان البلجيكي سبل التعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي في مختلف المستويات إضافة الى دعم الاتحاد الأوروبي لمسار الانتقال الديمقراطي الذي تشهده بلادنا ومأسسة مرتبة الشريك المتميز التي ستشمل المجالات التجارية والأمنية والهجرة وحركة تنقل المواطنين. وتطرق العريض في محادثاته مع المسؤولين الاوروبين لاليات التعاون والشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي بخصوص مسألة التنمية الجهوية والمبادلات التجارية وتدعيم الشراكة والتبادل الحر والشامل بالإضافة الى الاستحقاقات القادمة المتعلقة باتمام الدستور وتحديد تاريخ اجراء الانتخابات المقبلة. من جانبه قال رئيس المفوضية الاوروبية جوزي مانويل باروزو خلال لقائه برئيس الحكومة علي العريض ان تونس تجاوزت المرحلة الحرجة اثر اغتيال شكري بلعيد مؤكدا ان الاتحاد الأوروبي سيواصل سياسة دعمه لمسار الانتقال الديمقراطي في بلادنا على جميع المستويات. وأضاف ان الاتحاد الأوروبي أظهر حرصا منذ اندلاع ثورة 14 جانفي لمساندة تونس من خلال المساعدات المالية المخصصة لتونس بعنوان سنوات 2011-2013 والتي تقدر بحوالي 400 مليون أورو أي بزيادة 160 أورو معتبرا ان الانموذج التونسي هو الانجح خاصة وان مسار الانتقال الديمقراطي شهد تقدما ملحوظا مقارنة ببلدان الربيع العربي الأخرى. وأشار الى انه سيقع رصد مبلغ قدره 40 مليون أورو وذلك في اطار دعم "مشروع الربيع العربي" لمساندة تونس خلال المرحلة الانتقالية. وخلال لقائه رئيس المجلس الاوروبي السيد هارمان فان رمباي اكد هذا الأخير على دعم مسار الانتقال الديمقراطي التي تشهده بلادنا وانخراط المنظمة الأوروبية في استكمال مسار المرحلة الانتقالية مؤكدا ان الاتحاد الأوروبي سيقدم دعمه الكامل من اجل إنجاح الاستحقاق الانتخابي وسيشمل هذا الدعم ارسال هيئة أوروبية لمراقبة الانتخابات إضافة الى الدعم اللوجستي، وأضاف ان الدعم المالي المقدر بحوالي 40 مليون اوور سيساهم في تخطي الصعوبات المالية التي تشهدها تونس في المرحلة الراهنة. تخصيص الديون لمشاريع تنموية أما بخصوص العلاقات التونسية البلجيكية ابرز اندري فلاهو رئيس البرلمان البلجيكي على الاهتمام الكبير للحكومة البلجيكية خا صة في ظل ما ابداه كبار المسؤولين في بلجيكا و استعدادهم التام على تفعيل اتفاقية التعاون بين البلدين. وأشار الى ان العلاقات التونسية الاوروبية ستشهد نقلة نوعية مستقبلا من خلال تفعيل ومتابعة الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين ودعم الاستثمارات في جميع القطاعات بالإضافة الى إمكانية الاستئناس بالتجربة البلجيكية في مجال حقوق الانسان. ومن جانبه ذكر علي العريض بعد سلسلة اللقاءات مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي والحكومة البلجيكية ان صورة تونس لم تتأثر بالاحداث والتطورات التي شهدتها بلادنا مؤخرا والدليل على ذلك ما ذكره اثناء لقائه بالمسؤوليين الأوروبيين عن استعدادهم لدعم مسار النتقال الديمقراطي وفهم كبير للمرحلة الدقيقة التي تمر بها تونس. علاقات شراكة بين تونسوبلجيكا وأضاف العريض ان المحادثات التي اجراها مع المسؤولين في الاتحاد الاوروبي والحكومة البلجيكية إيجابية وتم تناول العديد من الملفات من بينها العلاقات بين تونس والاتحاد الوروبي ومسائل متعلقة بالتنمية الجهوية وحقوق المراة والارتقاء بواقع المراة الريفية والتعليم والمسار الديمقراطي ولدستور والدعم المالي لتونس والديون البلجيكية لتونس المقدرة ب30 مليون دولار واقتراح إمكانية جعل جزء من الديون المتخلدة بذمة الحكومة التونسية موجهة نحو مشاريع تنموية. احتجاجات «فيمن» وردا على سؤال حول احتجاجات "فيمن" ضد الحكومة التونسية نفى العريض معرفته بمنظمة فيمن معتبرا ان ما تفعله "فيمن" غير مقبول من الناحية الجمالية ولا يمت حسب تعبيره بأي صلة الى الحريات. وبخصوص اجراء انتخابات سنة 2013 اعتبر العريض ان إمكانية اجرائها في نهاية السنة الحالية وارد موضحا ان حكومته تعمل في هذا الاطار من اجل اجراء انتخابات في اخر سنة 2013. دعم أمني ومن جهته اكد لطفي بن جدو وزير الداخلية ان مجالات التعاون الأمني مع الاتحاد الأوروبي ستشمل العديد من الميادين المتصلة بالجوانب من خلال رسكلة وتكوين وتطوير المنظومة الأمنية لمجابهة أي طارئ قد يحدث مستقبلا. وأضاف ان 14 خبيرا بلجيكيا في المجال الأمني سيتم ارسالهم الى تونس لتشخيص النقص الحاصل في المنظومة الأمنية والعمل على تلافيها واصلاحها بما يمكن المؤسسة الأمنية من القيام بدورها الطبيعي مضيفا لى ان تونس ستحظي كذلك بدعك أوروبي في المجال الأمني من خلال تقديم معدات جديدة خاصة في المراكز الحدودية. مداخلة أم مسألة للحكومة؟ خلال الجلسة المسائية قدم رئيس الحكومة مداخلة أمام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الاوروبي متبوعة بنقاش مع أعضاء اللجنة وذلك بحضور أعضاء الوفد التونسي. وتمحورت تدخلات وتساؤلات أعضاء ونواب البرلمان الأوروبي حول الدستور وتاريخ المصادقة عليه ومسار العدالة الانتقالية وإصلاح المنظومة الأمنية ومسألة الحريات والاعتداءات المتكررة على الصحافيين وحقوق المرأة والتهديدات الإرهابية التي تشهدها بلادنا. واجابة على تساؤلات أعضاء البرلمان الأوروبي شدد العريض على أهمية الدعم الأوروبي الى تونس خلال مرحلة الانتقال الديمقراطي مشيرا الى ان الحكومة الحالية تعمل وفق 4 أولويات رئيسية تتعلق بضمان الانتقال الديمقراطي من خلال اعداد دستور ديمقراطي وحياة حزبية وتشريعية بالإضافة الى المسألة الأمنية على اعتبار ما تشهده البلاد من فوضى وانفلات يهدد الامن العام وممتلكات الافراد والذي يقتضي القيام بإصلاحات في المؤسسة الأمنية والتصدى للخارجين عن القانون وتطبيق القانون على كل من يتجاوزه. وبخصوص الاولووية الرابعة ذكر العريض ان تونس حققت تقدم نسبيا في الجزء الخاص بالمسائل الاقتصادية والاجتماعية، موضحا ان تونس تأمل في مساندة الطرف الأوروبي لعملية الانتقال الديمقراطي عبر الدعم المالي واللوجستي لبلادنا في كل القطاعات. وأضاف ان أولوية الحكومة تتمثل في إرساء العدالة الانتقالية ومقاومة الفساد معتبرا ان العدالة الانتقالية ليست انتقاما بل تأتي في اطار استرداد حقوق المضطهدين التي سلبت منهم خلال النظام السابق موضحا كذلك الى ان الحكومة تقوم بمجهودات لمقاومة الفساد من خلال متابعة الأموال المهربة للخارج والعمل على استعادة جزء منها بدعم أوروبي. العريض ذكر ايضا ان التحقيقات بخصوص المتهمين في اغتيال بلعيد متواصلة وهناك متهمين محل ملاحقة أمنية وسيتم الكشف عن نتائج التحقيقات قريبا دون ان يقدم تفاصيل أخرى في هذا الاطار.
هوامش «فيمن» في مواجهة العريض بعد لقائه برئيس المفوضية الأوروبية خوزيه مانويل باروزو وخلال مغادرته مقر المفوضية الأوروبية في اتجاه مقر المجلس الأوروبي تعرضت مجموعة من ناشطات "فيمن" عاريات الصدر لسيارة رئيس الحكومة علي العريض احتجاجا على اعتقال ناشطات فيمن لدى السلطات التونسية وتمكنت قوات الامن البلجيكية من السيطرة على الوضع واحتجاز ناشطات "فيمن". معطر يستغرب أكد عبد الوهاب معطر وزير التجارة والصناعات التقليدية اثر نهاية مداخلة رئيس الحكومة أمام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي ان المداخلة تحولت الى مساءلة للحكومة وهو ما استغربه واعتبره تدخلا في بعض الشؤون الداخلية مؤكدا في نفس الاطار ان الاتحاد الأوروبي شريك فاعل وتونس في حاجة ماسة الى دعمه ماليا ولوجستيا. تقلص هامش الحريات كان من بين الحضور خلال مداخلة رئيس الحكومة أمام لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الأوروبي جوهر بن مبارك رئيس حزب دستورنا ورامي صالحي مدير بعثة الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الانسان في مكتب المغرب العربي وقد أكدا في تصريح ل"الصباح" ان واقع الحريات في تونس بدأ يتقلص الى جانب تكرر الاعتداءات على الصحافيين والسياسيين وهو ما يمكن ان يكون له انعكاسات سلبية على مرحلة الانتقال الديمقراطي لبلادنا. «ولد الكانز» وبلعيد محور اهتمام الهيئات والمنظمات الحقوقية تساؤلات النشطاء في المنظمات والهيئات الحقوقية تمحور خصوصا حول واقع الحريات في تونس خاصة بعد صدور الحكم على مغني الراب "ولد الكانز" الذي اعتبره الكثيرون من النشطاء بداية لدكتاتورية جديدة وقمع للحربات في تونس، بالإضافة الى قضية "ولد الكانز" كانت تساؤلات النشطاء في المجال الحقوقي وأعضاء البرلمان الأوروبي منصبة على اخرنتائج التحقيقات حول اغتيال شكري بلعيد.