تعيش مدينة القيروان منذ صباح اليوم الجمعة على ايقاع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. حيث انطلقت التحضيرات منذ أيام وشملت تزيين المدينة بالاعلام والانارة العمومية واضواء الزينة خصوصا في محيط المعالم الاثرية البارزة بالمدينة. وامتلأ محيط مقام ابي زمعة البلوي منذ مساء الخميس بالتجار يعرضون شتى انواع المنتجات من مواد منزلية ومفروشات وملابس وأواني خزفية وحلويات ولعب اطفال. وقدر رئيس البلدية لسعد القضامي أنّ عدد أماكن الانتصاب المخصصة في حدود 100 مكان بمقابل 60 دينارا تقبضها البلديّة. لكن يتضاعف العدد عادة وتتسع دائرة السوق بشكل فوضوي رغم الانتشار الامني الذي يتركز وسط المدينة. وقد علا دخان البخور في السماء على ايقاع الاناشيد الدينية المنبعثة من مكبرات الصوت ومن مئذنة جامع المقام. واقتحم الزوار مقام ابي زمعة البلوي في هيئات مختلفة الزينة الى حد مخالفة عادات الزيارة وآدابها سعيا للتبرك وتسابقا لزيارة المقام. من بين ذلك تواصل ايقاع الاحتفال في صحن مقام ابي زمعة البلوي تزامنا مع خطبة الجمعة. حيث كانت النسوة يرسمن نقوش "الحرقوس" ويلعب الاطفال ويتسابقون. ووسط هذه الحركية التي شهدتها مدينة القيروان في ظل زيارة وفود كبيرة من ابناء تونس من معتمديات ولاية القيروان ومن الجهات الأخرى على حسب عادة العائلات التي تعودت زيارة القيروان والمبيت بمقام ابي زمعة البلوي، كان هناك حضور امني أشبه للاستنفار في مواقع حساسة. وقد تم استكمال المسابقة الوطنية للمدائح والاذكار بين فرق الانشاد الصوفي والسلامية والعيساوية والقادرية كما يتم الان تنظيم موكب احتفال بجامع عقبة يتضمن تلاوة للسيرة النبوية العطرة وتدارس عبرها كما سيتم توزيع جوائز لمسابقات حفظ الحديث النبوي. وذلك بحضور موكب رسمي من رئاسة البرلمان وعضو من الحكومة.