بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، تتحول الانظار نحو ولاية القيروان. في مدينة الصحابة، تمرّ الاحتفالات بشكل يميزها عن بقية الجهات. أنشطة دينية وثقافية وحركية اجتماعية واقتصادية وعادات غذائية و«نحاس مطروق». منذ بداية شهر جانفي وضعت مندوبية الثقافة برمجة احتفالية من أجل الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف. ووزعت الانشطة التي تمتد طيلة شهر كامل على عديد المؤسسات الثقافية بالجهة. وتنوعت بين مسابقات الإنشاد الصوفي والسلامية والحزب والاحاديث النبويّة. وبعد الندوة المولدية، انطلقت الدورة الثانية لمهرجان الإنشاد الصوفي.
في القيروان، تحولت ذكرى المولد النبوي الشريف الى مناسبة اجتماعية وتجاريّة، بالأساس من خلال إعداد أصناف من المأكولات بينها «العصيدة» بجميع أنواعها التقليدية (البيضاء بزيت الزيتون) و«عصيدة الزقوقو» ومنهم من يجمع بينها إلى جانب إعداد عصيدة البوفريوة. رغم التكلفة، وقد أصبح ارتفاع أسعار الفواكه الجافة أمرا مألوفا يحاول عشاق «عصيدة الزقوقو» تحمله والتعامل معه بذكاء اقتصادي. ولعل الجديد الذي أثر في تقاليد إعداد العصيدة هو ترويج «عصيدة زقوقو» جاهزة للتحضير ولا تتطلب من الوقت والجهد الكثير. وقد اقبلت عليها بعض النسوة، في حين رغبت أخريات في اتباع الطريقة المعتادة انطلاقا من اختيار حبات الزقوقو وتنظيفها ورحييها ورحي الفواكه الجافة.
كما تحرص عديد العائلات في القيروان على تجديد طلاء المنازل وتجديد الأواني وتلميع الأواني النحاسية واقتناء أواني جديدة إما زجاجية وخزفية او نحاسية خصوصا بالنسبة للهدايا.
ويقصد القيروانيون عديد الأسواق منها الفضاءات التجارية الكبرى أو المحلات المتخصصة وأسواق المدينة العتيقة و«النحاسين» او سوق المولد التي تعد ابرز تظاهرة اقتصاديّة بالمناسبة.
رغم أن الاحتفالات بالمولد أصبحت محتشمة منذ سنوات وتراجعت عديد العادات وأصبحت المأكولات هي ابرز ما يشدّ اهتمام العائلات.
بعض المساجد تزينت وعلقت الأعلام عند مداخل المدينة وفي محيط المعالم الإسلامية البارزة مثل مقام أبي زمعة البلوي وجامع عقبة. كما يتم في هذه المناسبة ختان الأطفال بشكل تطوعي بمقام ابي زمعة البلوي. حيث يتم جمع العشرات من الأطفال وختانهم بشكل جماعي وتقديم الهدايا للمعوزين منهم.
ويعد المولد النبوي الشريف مناسبة لمّ شمل العائلة وتبادل الزيارات ومرافقة الأطفال الى المنتزهات ومدن الألعاب للترفيه.