حصل ما كان منتظرا وفعلها لاعب الملعب التونسي أسامة السلامي الذي أبى إلا أن يبقى وفيا لعادته كلاعب لا يتعامل مع الانضباط وما له صلة بالعقلية الاحترافية الصرفة. هذه المرة كان في الحسبان أن يكون ضمن المجموعة التي ستتحول إلى مدينة المنستير آخر محطة قبل التحول إلى أكرا لملاقاة نادي الحرية الغاني لكنه أصر على الانصياع إلى أهوائه مفضلا البقاء على المساهمة في شد أزر زملائه. وبالعودة إلى الوراء نجد انها ليست المرة الأولى التي يتعمد فيها هذا اللاعب هذا الصنيع ونقتصر فقط على رفضه التحول مع الفريق منذ أسابيع إلى السينغال لملاقاة نادي تياس كما انه كثيرا ما تغيب أثناء التمارين. نعم للقرار... لكن والآن وقد بلغ السيل الزبى فإن الهيئة قررت ايقاف النزيف باحالته على مجلس التأديب على أننا لئن نبارك هذا القرار فإننا نراه متأخرا إذ كان من المفروض تطويق الحريق قبل اندلاعه. ونحن متأكدون أن صمت الهيئة على ما صدر عن هذا اللاعب من تصرفات هو الذي شجعه على التمادي في نفس المنهج. ولعل ما يثير الدهشة ان هذا اللاعب شأنه شأن بقية اللاعبين تحصل على مستحقاته من أجور ومنح وآخرها منحة الترشح ضد الاسماعيلي. فرصة مهدورة ولئن تعددت التعاليق والتأويلات حول أسباب هذا الصنيع فالأرجح أن يكون هذا اللاعب الذي ينتهي عقده في أواخر شهر جوان المقبل قد فضل انهاء مشواره مع الفريق قبل الأوان لاسيما ان أصداء تتحدث عن تلقيه عرضا من أحد الأندية الكبرى. ولا نعتقد أن أحدا رضي بما فعله هذا اللاعب الذي أهدر فرصة نحت مشوار رياضي كبير لولا عدم انضباطه وتهوره والجميع مازال يتذكر الحادثة الشهيرة التي سبقت مونديال 2002 عندما سارع «معشوق باردو» بالعودة إلى أرض الوطن متعللا بحجج واهية لم تنطل على أحد وهو ما حدا بالمدرب عمار سويح وقتها إلى الاستغناء عنه وهو الذي أعرب لمقربيه أنه كان ينوي التعويل عليه في المونديال. ومهما يكن من أمر، فإن ما سمي بقضية السلامي تطرح مجددا السؤال التالي: هل واكب لاعبونا نظام اللاهواية الذي تم اقراره منذ بضع سنوات؟ فالذي نراه اليوم، والسلامي ليس الحالة الوحيدة ان لاعبينا لم يفهموا من اللاهواية سوى الجانب المتعلق بالحقوق. وحتى لا تفرز كرتنا سلامي آخر في الطريق، أملنا أن تتم مراجعة القوانين الخاصة بنظام اللاهواية في اتجاه يقر التوازن بين حقوق اللاعب وواجباته.