ست جولات فقط مرت على انطلاق البطولة ورغم قصر المدة فإن هذه الفترة كافية للخروج ببعض الاستنتاجات ورصد بعض المفارقات. المتتبع لهذه الفترة من السباق يقف على ظاهرة كنا نظن انها ذهبت دون رجعة وهي العنف اللفظي والمادي الذي يتوخاه الجمهور وهو ما حدا بالرابطة إلى تسليط جملة من الاجراءات التأديبية آخرها ما حصل خلال لقاء الأجوار بين الترجي الرياضي التونسي والنادي الافريقي وهو ما يعني ان أنديتنا تعاني مشكلا اسمه التأطير. بين الجامعة والحكام الأجانب أما النقطة الثانية التي تسترعي الانتباه فهي تقلص حماس الجامعة إزاء الحكام الأجانب وهو ما يتجلى في اقتصارها على اللجوء إلى حكم أجنبي واحد خلال لقاء دربي العاصمة وهو من جنسية فرنسية. ولئن نبارك هذا التوجه، فاننا نستغرب عدم احترام هذا الهيكل للوعد الذي قطعه على نفسه عندما أعلن قراره بعدم اللجوء إلى الصفارة الأجنبية وهو نفس الاختيار الذي تبنته اللجنة الجامعية للتحكيم على لسان رئيسها السيد علي بالناصر في ندوة صحفية. الافريقي في «ثوب» جديد على مستوى أداء الفرق، نلحظ ان النادي الافريقي خلافا لعادته ما انفك يتألق ضد الفرق الكبرى (النجم الترجي النادي الصفاقسي) في حين تعثر ضد الفرق الصغرى (أولمبيك باجة والنجم الخلادي). وإذا كان هذا التألق علامة صحية فإنه يدعو إلى الاحتراز إذ أن الفريق الذي ينشد اللقب مدعو إلى كسب اللقاءات ضد الأندية الصغرى في المقام الأول وهي ميزة نجدها لدى الترجي الرياضي. النجم بفضل الدفاع والوسط ومن مفارقات هذه البطولة أيضا ان النجم الرياضي الساحلي رغم التعزيزات الهامة في خط هجومه فإنه يسجل بواسطة خطه الورائي أو وسط ميدانه فيما لم يسجل الخط الأمامي سوى هدف واحد (بوشهيوة في ملعب المرسى). تراجع الترجي نذكر كذلك تراجع الترجي الرياضي بالمقارنة إلى المواسم الفارطة ولعل ذلك يتجلى في صيامه عن الفوز في جولتين متتاليتين (ضد النادي الصفاقسي) (1/0) وضد النادي الافريقي (0/0) وهذا يحصل لأول مرة بعد مرور 7 سنوات (ضد النجم الساحلي) (3/0) وأولمبيك الكاف (0/0). ويعود في اعتقادنا هذا التراجع أساسا إلى ارهاق اللاعبين والتغييرات التي شهدتها التشكيلة وتركيز اللاعبين على كأس رابطة الأبطال. محجوب جاء الوجه الممتاز الذي لاح به النادي الصفاقسي يجعلنا أمام حقيقتين على الأقل الأولى تتعلق بقدوم الثنائي طارق التايب ومراد محجوب والثانية تتعلق بصفاء العلاقة بين الهيئة المديرة والمحيطين بها.. وهو ما أفرز تناغما في العطاء وتواصلا في مدّ يد المساعدة. مراد محجوب أكد منذ البداية ان الوجه الحقيقي للنادي الصفاقسي سيظهر في أكتوبر.. لكن «المفاجأة» ان الفريق استعاد بسرعة البرق قواه وصار يضرب هنا وهناك ليستقر في بداية شهر أكتوبر في رأس الترتيب.. والبقية تأتي. أين «آمال» الأولمبي الباجي؟ ومن مفارقات هذه البطولة كذلك اعتماد الأولمبي الباجي بصفة مكثفة على الانتدابات حيث لا تضم التشكيلة الحالية سوى 5 لاعبين من أبناء الجمعية وهم عادل النفزي ونزار النفزي والورهاني ونبيل بالشاوش وطارق الماكني. وإنه لمن العجب أن لا تضم التشكيلة الحالية أي لاعب من فريق الآمال الفائز بكأس تونس 2001 وهو دليل على تراجع في الاختيارات نرجو أن يكون ظرفيا. ومما حملته البطولة في طياتها تقهقهر الملعب التونسي بعد ان ساد الاعتقاد ان هذا الموسم سيكون موسم التأكيد. وقد أكدت الأحداث الأخيرة التي عاشها الفريق ان أزمة هذا النادي العريق مادية بحتة وألقت بظلالها على مردود ونتائج الفريق ومما يدعم هذا الرأي ان الفريق حافظ على نفس التشكيلة التي لعب بها خلال الموسم الفارط. والرأي عندنا ان حل هذه الأزمة يبقى رهين فض مشكل مستحقات اللاعبين وانتداب مدرب مهما كان حجمه لن يكون كافيا لبلوغ شاطئ الأمان إذا ما بقيت الأمور على حالها.