استقبل السفير البولوني في تونس مؤخرا النقابي الأمني محمد نبيل سلامية الذي ساهم في انقاذ سائحة بولونية تعرضت للرصاص خلال الهجوم الارهابي الذي استهدف متحف باردو يوم الاربعاء 18 مارس الجاري. وفي تصريح للشروق أونلاين أوضح سلامية أن تمسك السفير البولوني ومن خلالها دولة بولونيا بالوقوف الى جانب تونس في محاربة الارهاب التي اعتبرها حسب قوله ظاهرة كونية مست عددا من الدول ومن بينها فرنسا في حادثة الاعتداء الارهابي على صحيفة شارلي هيبدو. وللإشارة فإن النقابي الأمني وعون فرقة الشرطة العدلية بباردو سابقا محمد نبيل سلايمية كان قد ساهم في انقاذ سائحة بولونية من الموت خلال الهجوم الارهابي على متحف باردو رغم أنه لم يكن مباشرا لوظيفه، ولم يكن كذلك مسلحا. وطبيعي أن يلفت انتباهه الرصاص المنطلق من داخل ساحة المتحف، ونظرا للغريزة الأمنية المغروسة في عقيدته فإنه لم يخش خطر الرصاص وجرى الى داخل الساحة لاستجلاء المصدر فشاهد سائحة بولونية ممددة على الأرض والدماء تسكو جسدها وهي تلوّح بيدها وتصرخ طلبا للنجدة. لم يفكّر محمد نبيل سلايمية كثيرا، فهناك رصاص منطلق لا يفرز الشجر من البشر، وهناك ضحية تستجدي النجدة، فهب جريا نحوها حملها على كتفيه ودماؤها تتقاطر على ثيابه وأسرع بها الى سيارته الخاصة مددها على الكراسي الخلفية ثم انطلق بها مسرعا نحو مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى لأنه يعلم بوجود حراسة أمنية هناك، ثم سلّمها الى الأطباء حيث أخضعت للعلاج والجراحة وأكدوا أن فارقا زمينا بسيطا كانا يفصلها بين الحياة والموت. وقد تلقى محمد نبيل سلايمية اتصالا هاتفيا من كاتب الدولة المكلف بالأمن الوطني ليشكره على غريزة أمنية لم تمت فيه وهو في غير ساعة وظيفه. وعاد رجل الامن البطل السائحة البولونية التي تدعى «رودوت كلوز» ومعه باقة ورد ليطمئن على صحتها ويؤكد لها أن لتونس «رجالا» يحمونها.