تعرف جهة الساحل بثراء تراثها الغنائي الشعبي وهو تراث لازال متداولا الى يوم الناس في المناسبات والافراح وتقام له مهرجانات عديدة لعل اهمها مهرجان «جديرة» بالمكنين الذي يقام في نهاية هذا الاسبوع في دورته السادسة، وجديرة هو فنان من مدينة المكنين اشتهر بحفظ وترديد التراث الغنائي لكبار الشعراء الشعبين من امثال المرحوم عبد العزيز بومعيزة الذي تحمل هذه الدورة من المهرجان اسمه وأمير الشعراء الشعبيين المرحوم محمد الصغير الساسي وأحمد ملاك والبرغوثي وغيرهم من فطاحل هذا الفن الذي يبقى دوما له مريدوه ومحبوه ومبدعوه. وسيكون لرواد هذا المهرجان موعد مع عدد من المغنين الذين يعرفون في الفن الشعبي ب : «الإدبة» على غرار الناصر بن ضياف وسعيد العامري والحبيب اللمطي ونجيب الصبادي ورشيد حميدة وحسين الضياري وهم جميعا مختصون في ترديد القصائد الشعبية على ايقاعات فنية معروفة. وفي أغراض عديدة مثل الضحضاح والكوت والأخضر وكلها اغراض تخضع لبنى تلتقي في عديد الخصائص مع القصيدة العربية التقليدية. وفضلا عن هذا فإن مدينة المكنين معروفة بفنون شعبية اخرى مثل الزقارة وهي نوع من المبارزة الاستعراضية وكذلك «الإباردية» وهم رجال يمثلون الفروسية بمفهومها الفني خصوصا ويقومون برقصات فرجوية مشفوعة باطلاق النار من بنادق تقليدية معروفة في عديد المناطق من الجمهورية وتسمى «القرابيلة» وتكون كل هذه الفنون ضمن سهرات مهرجان جديرة للادب الشعبي والتراث كما اختار المشرفون على المهرجان دعوة الدكتور محمد الجويلي لكي يحاضر حول الحكاية التونسية وبنيتها ومضامينها العامة في حين ستكون السهرة الختامية موعدا للمسابقة الشعرية التي اختير لها هذه السنة موضوع الكوت وهو الجواد وسيقع توزيع جوائز على الفائزين في هذه المسابقة ويكون مسك الختام تكريم الشاعر البشير بكار.