ولم يعدْ أمينا... هذا حداد الشعر، أحرفه توابيت وأنغام القصيدة راية بيضاء من رفع العلامة فوق كاهلنا وحمّلنا بأعباء؟... نسينا... والشمس والقمر المدلّل في... قصائد زمرة الشعراء والليل المسجّى إذ يُسجّى والنهار إذا تجلّى والزمان وما تلا ما ودّع القلب الحروف وما قلا بغداد أين مضيت يا بغداد كنت فظاعة الذكرى، وكنت تعاندين غوايتي لم تنصتي لغريزتي وظللت... في الغاب المدجّج تخرجين... لصيد أعشاب الخلود، ظللت... في غنج تميلُ على مفاتنك الرياح، ظللت... بكعبك العاري تنقّين المياه من المياه وظلّت الاقمار ترسل شعرك البدويّ في الأمداء وحدك كنت فاكهة لعصر فاحش تتلألئين غنيمة حتى سبوْك ولم أجدْ في الضوء حرّاسا تركت لهم غدي... حتى كلاب الليل لم تنبحْ نظرت فلم أجدْ بغداد لم أعثرْ على جلجامش المصروع من زمن ولم أعثرْ على عاد مضى الشعراء نحو حداثة أخرى وظلّت روحي العطشىتشمّ نحيب من ماتوا ومن أُسرُوا ألا تتتبّعي يا روحي الولهى حداثة من مضوا في إثر رسْم قد درَسْ في إثر من تاهوا ومن عبثتْ بهم لغة العسسْ... في إثر من يئسوا من الأحلام .................. ................. أمهلني قليلا قالت الروح الكئيبة، ربما يحيا الشهيد وربما مازال منفى يشتهي هلعي سأرثي ما سيسقط بعد حين من بلادي مازال ما يحتاج مني شهقة الآلام أمهلني لبعض الوقت قد أهجو رعاة الملح، أمهلني لأخلص من حيادي مازال من لم أهجه في سورة القربان مازلنا سبايا العصر رغم تحرّر الشعراء من أحلامهم بغداد حزن طفولتي، غرناطة الصحراء من سيدلّنا على سومر الاولى ومن سيدلّ أمسي على غدي بغداد يا جسدي المهشّم من سيجمعني إذن بعد الظهيرة من سيصلبني شهابا من يدي بغداد قرطبة مضتْ، قدس تكابدُ ما يكابده الرثاء بغداد إرث الله في الصحراء والامراء نصف في سبات دائم والنصف في «ديخوخة» حتى حسبنا مثلهم ديك الزمان «حمارة» والعذر للنحويّ فالامران مختلطان في رأس الامير الاوحد الأحدْ فلربما انشغل الثقاة بما سيتلوه علينا بعد تسليم المفاتيح القديمة للغزاة ولربما انشغل الايمّة بالتدرب خفية على ما سيخرج عن لسان الله من دعواتهم بالخلد دهرا، للأمير الصامد الصمد الصمدْ والآن بعد قيامة التاريخ، والانباء صارت مزحة بعد الفصول وبعدما انصرف الختام وهاجرتْ سحب، وخلّف جهلنا جيشا حطام حطّ الذباب على يدي فتثاءبت ريح الخريف وتساءلت روحي العتيقة عن جحافل ما سيظهر قبل جرح الكون عمن مات محتشدا، وعن وطن تفتّت كالمرايا، حين تصطدم المرايا بالصخور، وعن حكاية أمة ما إن تحاول وحدة حتى تزيد تشرذما وغبارها حضن اليتامى من سوف يحمي ما تبقّى من دم من سوف يحمي من تشرّد في ظلام ترابه من سوف يقرؤنا الظلاما بغداد متحف قولنا ولساننا العربي أذهب خلف دجلة كي أرى غدنا غدا كم أشتهي لحن الفرات وما بدا من نخلة يمشي على الماء الصقيل ويرتوي من شمس أوروك القديمة ثم يحرس في الفيافي ما يتيه من القوافل ثم إن جاء المغول يموت منتصبا ومنتصبا يموتْ ليكون للشهداء ظل، متراس يقاوم بطش هولاكو وسقفا كلما قُصفت بيوت للبيوتْ * مقطع من مطوّلة شعرية بنفس الاسم