لم تمرّ أيام قليلة على عودة الروح الى مُبادرة «لم الشمل» داخل حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بعودة مجموعة الطيب المحسني «الذي تسلّم مهمة مقررا لجنة السياسية حتى بدأت ردود الفعل «الساخنة» تبرز لتوجه انتقادات لقيادة الحركة بعد اعلان «بولحية» الامين العام عن تكليف الصحبي بودربالة بمهمة مقرر للجنة الهياكل وهي اللجنة التي تعتبر «مصيرية» بالنسبة الى مراحل الاعداد للمؤتمر القادم للحركة والذي سينعقد قبل موعد الانتخابات القادمة التي ستنظم في شهر اكتوبر القادم. أوّل ردود ا لفعل اتى على لسان العلاني مقرر اللجنة المذهبية للحركة والعضو بالهياكل القيادية للحركة قبل أزمة 1995 الذي أكّد أنه فوجئ مثله مثل عدد من الحاضرين في اجتماع لم الشمل يوم الجمعة الماضي بقرار تكليف الصحبي بودربالة بمهمة مقرر للجنة الهياكل. وقال العلاني في تصريحه «للشروق» أن لجنة الهياكل يفترض التعامل معها بكامل اليقظة وأخذ العبرة من التجارب السابقة خاصة في مؤتمر مارس 2001 والذي تسبب في انقسام الحركة من جديد وانسحاب مجموعة «المحسني» وهو المؤتمر الذي أشرف فيه الصحبي بودربالة حينها على لجنة النيابات. واقترح «علية العلاني» أن تحافظ لجنة الهياكل على نوع من الحيادية ويكفي ان يكون رئيسها الامين العام دون الحاجة الى مقرر بل أن كل اعضاء لجنة الهياكل بمن فيهم بودربالة يعملون كأعضاء متساوين تفاديا لاثارة الانقسامات. وذكر «العلاني» انه اذا ثبت بأن «بولحية» انفرد بقرار تسمية «بودربالة» كمقرر للجنة الهياكل دون الرجوع الى المكتب السياسي فإن ذلك يعد تصرفا سيشرع الى ما هو أخطر. وقال «علية العلاني» الذي أكّد أنه يتحمل مسؤولية تصريحه »بلغني ان مفاوضات تجرى الآن في الكواليس لتمرير مشروع يقضي بتكوين مكتب تنفيذي مصغر يتشكل من خمسة أفراد ومكتب سياسي موسع يضم 20 عنصرا يقدّم الى نواب المؤتمر القادم للمصادقة عليه واعتماده. وحذّر «العلاني» من أن هذا المشروع اذا ثبت فعلا اعتماده فانه سيساهم في نسف كل جسور الثقة بين الامين العام وهياكل الحركة. وأضاف «العلاني» إن المؤتمر القادم يبقى سيد الموقف ولا مجال اطلاقا لقيادة من درجة أولى وقيادة أخرى من درجة ثانية ولابد للامين العام من الامتثال لقرار القواعد في المؤتمر سواء كان وفاقيا او انتخابيا. وقال «آن الأوان لبولحية ومن معه من جيل المؤسسين الى خلق الارضية السليمة للتداول وفق ما تقتضيه لعبة الديمقراطية وحتى لا تتحوّل حركة الديمقراطيين الاشتراكيين الى حزب «ستاليني» على حد تعبيره . ردّ فعل «علية العلاني» قد يُعبّر عن رد فعل شق داخل الحركة لكنه لن يكون رد الفعل الوحيد في حركة تُمضي كل وقتها في محاولة ترتيب شؤون بيتها...