أثار منع مديرة المكتبة الوطنية رجاء بن سلامة للندوة التي كانت ستنظم في مقر المكتبة وتنظمها جمعية القرآنيين التي يرأسها محمد الطالبي الكثير من الجدل في الوسط الجامعي وقد أعتبرت ألفة يوسف أن " صديقتها " رجاء تمارس في نفس الممارسات التي كانت معتمدة سابقا لمنع هذا المثقف أو ذاك من التعبير عن رأيه وكتبت ألفة على صفحتها التدوينة التالية: عزيزتي رجاء بن سلامة لا يعرف كثيرون ان بيننا ماء وملحا من زمان، وأننا، مهما نختلف صديقتان، ربما ليس بالمعنى "التوحيدي" و"المونتانيي" للصداقة لكن بمعناها اللغوي الذي يدفعني الى ان لا اكذب عليك ولا اهادنك ولا اقول سرا ما لا اجرؤ على قوله لك علنا. اتعجب عزيزتي، وانت التي تكادين تعبدين الديمقراطية، ان تلغي تظاهرات للجمعية القرانية بعد ان وافقت على تنظيمها. مهما يكن موقفك وموقفي وموقف سوانا من الطالبي مفكرا او حاضرا في بلاتوهات اعلام الثورة، فلا اظن ان هذا يسمح لك باتخاذ قرار بإلغاء مائدة مستديرة للنقاش مستبقة ان مضمونها لا يتلاءم مع ما تتصورينه بحثا جادا او علميا. لا اظن ان إدارتك لمؤسسة عمومية تفترض انك وحدك من تحددين ما هي الأبحاث الجادة والتي تستحق ان تسمحي للمؤسسة باحتضانها. ذكرتني بزمن ما قبل "الثورة" حيث عارضت الوزارة آنذاك تكريم دار الكتب الوطنية للسيد عياض ابن عاشور وتوفيق الجبالي، ولئن نجحت في تكريم الاول، فإنها لم تنجح في تكريم الثاني...ما الفرق بينك وبين ايام ما تنعتينه بالدكتاتورية؟ قد تقولين ان الطالبي كفّر اشخاصا، لكن تلك قضية اخرى، يمكنك رفع دعوى قضائية ضده، لا سيما انك تتعاملين مع جمعية لا شخص، وان لا شيء يثبت انه سيكفّر ناسا في لقاءات الجمعية الفكرية..."الدكتاتورية" ايضا كانت تقول إن بعض المفكرين شتموا البلاد ومؤسساتها في منابر وسفارات خارج الوطن (وهذا حصل فعلا)، وكانت تتهمهم بالخيانة وتمنعهم استباقا لكلامهم ايضا... طبعا، سيقولون، هو صراع نساء في حمام، كعادتهم سيهمشون النقاش الفكري بيننا، لكن لا يهم...نعرف، انت وانا، ان لا شيء يمنعنا من قول ما نراه كلمة حق...بدوافع مختلفة لا شك لكن العبرة بالنتيجة... دمت بود..."