أشرف الرئيس زين العابدين بن علي صباح أمس على موكب انتظم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة لتكريم المبدعين من رجال الثقافة والفكر والفنون والاعلام. وتميز هذا الموكب بتسلم رئيس الجمهورية للميدالية الشرفية لجامعة السربون وللدرع الفخري للمركز الاقليمي بالقاهرة لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج تقديرا لدعمه القوي للثقافة وعنايته الموصولة بالتراث. وألقى رئيس الدولة بهذه المناسبة خطابا في ما يلي نصه: «نلتقي اليوم مجددا للاحتفال باليوم الوطني للثقافة وتكريم المجتهدين والمتميزين في هذا القطاع الحيوي الذي أولينا المبدعين فيه مرتبة سامية في حركة الاصلاح والتغيير ومسيرة التطوير والتحديث ايمانا منا بأن الثقافة في أعمق مضامينها هي المسلك الامثل لتعزيز هويتنا الوطنية والاسهام الخصب في الحضارة الانسانية. ويسعدني بهذه المناسبة ان اتوجه بالشكر الجزيل الى الاستاذ اندري لاروند ممثل جامعة السربون لاسناده الي الميدالية الشرفية لهذه الجامعة العريقة والى الدكتور محمد هشام الشريف مدير عام المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج لاسناده الي الدرع الفخري لذلك المركز العلمي مكبرا فيهما روح التفتح والتواصل مع ثقافات العالم ومقدرا ما جاء في كلمتيهما من لطف المشاعر نحو تونس وشعبها وقيادتها، كما اهنئ جميع الذين سيشملهم التكريم بعد حين بالجوائز او الاوسمة واخص بالذكر منهم ضيفنا المطرب الكبير كاظم الساهر الذي يحتل اليوم مكانة متميزة على ساحة الابداع العربي. وادعو بالمناسبة سائر المبدعين في بلادنا الى المثابرة على مزيد الارتقاء بادائهم الفكري والادبي والفني بما يؤكد تالقهم واشعاع صورة وطنهم. ان ما يعيشه عالمنا اليوم من تحولات كبرى يدعو الى العمل على الارتقاء بالعلاقات الثقافية السائدة بين الدول والشعوب الى مرتبة اسمى تتدعم فيها القيم النبيلة والمرجعيات الكونية الحضارية والاخلاقية فالعولمة طاغية على عصرنا وقد فرضت عليه نسقا جديدا وطرحت امامه رهان التعايش والحوار بين الثقافات والحضارات. ونحن نعتقد انه يتعين اليوم على مختلف المجتمعات الانسانية اختيار معادلة متوازنة تحد من سلبيات العولمة وتبعاتها وتدعم ايجابياتها ومزاياها في منظومة كونية ثرية المصادر متعددة العناصر تتكافأ فيها وتتكامل فرص الحوار والتسامح والتعاون والتضامن بين كل الثقافات على تعددها والحضارات على تنوعها، ذلك ان الايمان بالتعدّد الثقافي والتنوع الحضاري ومعرفة الآخر والاعتراف به واحترام خصوصياته هو السبيل الافضل للتعايش وانقاذ البشرية مما يتهددها من مخاطر الكراهية والحقد والتطرف. وقد حرصنا في تونس على التمسك باصالتنا وتراثنا والانخراط بوعي وتبصر في مسيرة الحداثة والتقدم من أجل انماء قدراتنا الذاتية والتفاعل الايجابي مع ما يسود العالم من تطور فكري وعلمي وتقني شمل جميع الميادين. ان قيم التسامح والتعايش متجذرة في هذه الربوع وتاريخنا مليء بالشواهد المضيئة والمعالم الخالدة التي تمسك بها شعبنا فكرا وممارسة بفضل حركات اصلاح رائدة تداولت على هذه البلاد وعملت على اشاعة ثقافة التغيير والتحديث والتحرير والتنوير جيلا بعد جيل. لقد سعينا الى ان تكون بلادنا عاصمة دائمة للثقافة تتلاقى على ارضها الابداعات الانسانية في حوار ثري من الاخذ والعطاء، واقمنا بالتعاون مع المنظمات الاقليمية والدولية العديد من اللقاءات والندوات لتيسير سبل التعاون الثقافي والحضاري بين الشعوب، واحدثنا مركزا دوليا لحوار الثقافات وكرسيا اكاديميا لحوار الحضارات وجائزة رئيس الجمهورية للدراسات الاسلامية التي تستند الى الاجتهاد وتبرز قيم ديننا الحنيف وما يشيعه من روح الاعتدال والحوار والتسامح، وجعلنا من الندوات الفكرية والتظاهرات الثقافية والمهرجانات الفنية التي تغطي كل مناطق البلاد على امتداد السنة فضاءات مفتوحة امام مختلف الابداعات الانسانية الوطنية والعربية والاجنبية، وامرنا بتكثيف التواصل مع شتى الاداب والمعارف الكونية عبر الترجمة من اللغات الاجنبية الى اللغة العربية اذ الترجمة ركن اساسي من اركان التنمية الثقافية ونافذة حضارية نطل بها على مسيرة الادب والفكر والعلم والفن في مختلف انحاء العالم. وفي هذا السياق نعلن اليوم عن بعث مركز وطني للترجمة يكون بمثابة الجسر الذي يربط ثقافتنا باتجاهات الفكر الانساني في شموليته وتنوع مجالاته. واعتزازا برصيدنا الثقافي والحضاري اقمنا في السنوات الفارطة ندوات علمية وطنية ودولية لاعلام الفكر والاصلاح ببلادنا كخير الدين باشا واحمد ابن ابي الضياف والطاهر الحداد وابي القاسم الشابي وتولينا نشر اثارهم والتعريف بمناقبهم ومواقفهم. ونأذن اليوم بالاحتفال بالذكرى المائوية السادسة لوفاة العلامة عبد الرحمان ابن خلدون تقديرا لدوره المتميز في ارساء أسس العمران البشري واثراء الفكر المستنير، وقد كلفنا وزارة الثقافة والشباب والترفيه بجمع مؤلفات هذا العلامة واعادة نشرها بعد تحقيقها تحقيقا علميا دقيقا واقامة ندوة عربية ودولية جديرة به لابراز مدى ما تزخر به اعماله القيمة من روح اجتهادية ومضامين فكرية وعلمية واجتماعية راقية. واننا اذ نسجل بارتياح ما يشهده انتاجنا الثقافي من تطور واشعاع في اشكاله ومضامينه نؤكد مجددا ان الثقافة جهد يومي متواصل يحتاج دائما الى الاجتهاد والابتكار حتى يحافظ على حيويته واشعاعه. ونذكر في هذا الصدد بأن المنافسة بين الامم لم تعد تقوم اليوم على كثافة السكان واتساع الرقعة الجغرافية ووفرة الثروات الطبيعية بقدر ما تقوم على ذكاء شعوبها ومدى قدرتها على الاستفادة من التطور الحاصل في العالم وتقديم ما ينتظر منها من إضافة وإفادة ولا يمكن الوصول الى هذا الهدف الا باكتساب احدث العلوم وارقى المعارف وتطوير الانتاج الثقافي وتنويع ابداعاته في مناخ ملائم من الحرية والطمأنينة، وهو ما حرصنا على تحقيقه بفضل ما اتخذناه من اجراءات ومبادرات للاحاطة بالمبدعين وبما اقررناه لهم من حوافز وتشجيعات لدعم القطاع الثقافي في كل المجالات. كما أثمرت مخططاتنا في مجال تعميم المطالعة ودعم تداول الكتاب حتى وصلنا بنسبة القراءة الى كتاب لكل مواطن وهو ما يستجيب للمقاييس التي وضعتها في هذا المجال منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو». واستكمالا لمنظومة الحوافز والتشجيعات التي كنا اعلنا عنها بمناسبة السنة الوطنية للكتاب نقرر اليوم الترفيع من 60 بالمائة الى 75 بالمائة في النسبة الموحدة للدعم على جميع انواع الورق المستعمل في صناعة الكتاب الثقافي وكتاب الطفل والكتاب الفني الفاخر وذلك تعزيزا للقدرة التنافسية للكتاب التونسي. كما نأذن بوضع دراسة استراتيجية حول تسويق الكتاب التونسي بالخارج وتأمين حضوره في مختلف المعارض الدولية. ونعلن أيضا عن بعث سلسلة جديدة من الكتب بعنوان «الذاكرة الحية» تعنى بابداعنا المكتوب ورموزه من الاحياء على غرار سلسلة «امهات الكتب» المخصصة لمدونتنا من الموروث الثقافي وذلك حرصا منا على ابراز قدرات الابتكار والتجديد في مسيرتنا الثقافية الراهنة. وفي نطاق توفير الحوافز اللازمة للاستثمار فتحنا المجال امام الخواص لتمويل القطاع الثقافي والمساهمة في اثرائه، ودعما لهذا الاختيار شرعنا في ا نجاز القطب التكنولوجي للصناعة السينمائية بقمرت. ونأذن اليوم بتفعيل آلية صندوق ضمان الصناعات الثقافية الذي اقره المخطط العاشر للتنمية وتوضيح سبل الانتفاع به ليشمل مشاريع ذات بعد ترفيهي. وقد راهنا على نشر ثقافة الترفيه في مجتمعنا ودعم وظائفها في تنمية المهارات والمواهب وتهذيب الملكات وتعزيز فرص الاندماج والمشاركة وترسيخ مفاهيم المواطنة والقيم الاخلاقية والمدنية النبيلة. كما حرصنا على احكام استغلال فضاءات الترفيه وتنويع مضامين انشطتها وتحسين مردوديتها. ودعمنا الشراكة بين مختلف الاطراف المتدخلة في القطاع ولا سيما هياكل المجتمع المدني تجسيما للتكامل بين البرامج وسعيا الى ان تستجيب الانشطة الترفيهية لتنوع الاذواق وتعدد الاحتياجات. ان الثقافة هي اداتنا الحاسمة للتواصل مع غيرنا من الشعوب والدخول معها في شراكة فاعلة من أجل اثراء علاقات الحوار والتسامح والتضامن بين البشر كافة. ونحن على يقين بقدرة مبدعينا على تكريس هذا الاختيار والتميز به لما ينتجونه من اعمال اصيلة وهادفة وما يتحلون به من ملاءمة واعية بين القيم الثابتة والواقع المتغير وما يحدوهم من حس وطني عميق يحفزهم الى التعلق بتونس والتفاني في التعريف بامجادها ودعم خصوصياتها واثراء رصيدها الثقافي والحضاري تعزيزا لمكاسبها واعلاء لشأنها بين الامم. وقد أكرم الرئيس زين العابدين بن علي في هذا الموكب المطرب العربي الكبير كاظم الساهر لجهوده المتميزة في النهوض بالاغنية العربية والعمل على تطويرها ونشرها واكبارا لمسيرته الفنية واسهاماته في تكريس الفن لخدمة القضايا الاجتماعية والانسانية. كما أكرم رئيس الدولة ثلة من رجال الثقافة والفكر والمسرح والسينما والفنون والاعلام باسنادهم الوسام الوطني للاستحقاق الثقافي لما تميزوا به من اعمال في مجالات الخلق والابداع. كما تولى رئيس الجمهورية تسليم الجوائز الوطنية في ميادين الاداب والفنون وكذلك جائزتي الطاهر الحداد والهادي العبيدي لسنة 2003 والجائزة المغاربية للثقافة وجائزة افضل انتاج ثقافي حقق اشعاعا دوليا وذلك بعنوان سنة 2003 وقد حضر هذا الموكب الذي ضم عددا كبيرا من اهل الثقافة والفنون والاعلام النائب الاول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الاول ورئيس مجلس النواب ومفتي الجمهورية واعضاء الديوان السياسي للتجمع وأعضاء الحكومة والامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية. كما حضر هذا الموكب الاستاذ اندري لاروند ممثل السربون والمدير العام للمركز الاقليمي لتكنولوجيا الاتصال بالقاهرة الدكتور محمد هشام الشريف. ** زين العابدين بن علي يتسلم الميدالية الشرفية لجامعة السربون والدرع الفخري للمركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج بالقاهرة قرطاج (وات): بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة تسلم الرئيس زين العابدين بن علي الميدالية الشرفية لجامعة السربون والدرع الفخري للمركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج بالقاهرة. وثمن الدكتور اندري لاروند الذي سلم رئيس الدولة باسم جامعة السربون الفرنسية العريقة هذه الجائزة المرموقة الجهود التي يبذلها الرئيس زين العابدين بن علي خدمة للمعرفة واحياء للتراث الثقافي الوطني. كما أكد ان العمل على احياء التراث التونسي بدفع قوي من رئيس الدولة جعل تونس تتوخى مسارا نموذجيا بالنسبة لمجموع دول الحوض المتوسطي وايضا بالنسبة للعالم قاطبة. وابرز الدكتور محمد هشام الشريف مدير عام المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج من جهته انجازات تونس التي قال انها «أصبحت مرجعا في مجال دعم صناعة البرمجيات وفي مجال التربية والتعليم والبيئة والتراث والثقافة والتنمية البشرية» مثمنا السياسة الحكيمة الرائدة لرئيس الدولة في المحافظة على المكاسب التراثية وتوظيفها في المسيرة التنموية الانسانية. ** قائمة الموسمين والمكرمين بمناسبة اليوم الوطني للثقافة تونس (وات): في ما يلي قائمة المكرمين والموسمين أمس من قبل الرئيس زين العابدين بن علي بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للثقافة. ** وسام الاستحقاق الثقافي الصنف الاول: السيد المنصف السويسي الصنف الثاني: السيد طارق بن عمار السيد عبد الرزاق قراقب السيد احمد العموري السيدة عائشة بن عابد السيد محمد ادريس السيد مصطفى السويح السيد الامين النهدي الصنف الثالث: السيد حسونة المزابي السيدة لطيفة حشيشة السيد مراد الرماح السيد الصادق بوعزيز السيد الحبيب بن سالم السيدة رشيدة السمين السيدة أسماء منور السيدة نعيمة الجاني السيد عبد الحميد قياس السيدة درصاف مملوك ** الجائزة المغاربية للثقافة بعنوان 2004: الأديب والمفكر المغربي الاستاذ عبد الكريم غلاب اعتبارا لغزارة انتاجه واسهاماته القيمة في خدمة التاريخ والحضارة والفكر بالمغرب العربي. * جائزة الانتاج المعماري التونسي الجائزة الاولى: السيد الطاهر الكسراوي الجائزة الثانية: السيد محمود بوميزة * جائزة الموسيقى: السيد عبد الرحمان العيادي * جائزة التصوير الشمسي: السيد مراد بن محمود * جائزة الفنون التشكيلية: السيد خالد بن سليمان * جائزة ثقافة الطفل: السيدة لطيفة ربانة الدغري * جائزة النقد الثقافي: السيدة فوزية المزي * جائزة الحرف الفنية: السيد فتحي العنابي * جائزة المسرح: السيدة زهيرة بن عمار * جائزة أحسن ابداع في فن العمارة التونسية بعنوان 2004: السيد رياض البحري تقديرا لاعماله في صيانة الموروث المعماري الوطني وابداعاته في العمارة الحديثة * جائزة أفضل انتاج ثقافي حقق اشعاعا دوليا بعنوان سنة 2004: السيدة صديقة كسكاس المختصة في البلور الفني تقديرا لجهودها في التعريف بالابداع التونسي خارج حدود الوطن باقامة معارض في العواصم العالمية واصدار مؤلفات في مجال اختصاصها * جائزة أفضل مؤسسة اقتصادية تتميز بنشاطها الثقافي بعنوان سنة 2004: الديوان الوطني للاتصالات لاسهامه في تنشيط الحركة الثقافية واصدار كتب ورصد جوائز للابداع الثقافي. * الجوائز التقديرية في ميادين الاداب والفنون والاعلام بعنوان 2004: * جائزة الاداب والعلوم الانسانية: السيد عبد السلام بن حميدة * جائزة التراث والاثار: السيد خير الدين العنابي * جائزة السينما: السيدة كلثوم برناز * جائزة الهادي العبيدي لسنة 2004: في ميدان التلفزة: * الجائزة الاولى: السيد نصر الدين اللواتي السيد عماد قطاطة * الجائزة الثانية: السيدة بسمة دفدوف في ميدان الاذاعة: * الجائزة الاولى: السيد الاسعد الداهش * الجائزة الثانية: السيد منير بن مصطفى في ميدان الصحافة المكتوبة: * الجائزة الاولى: السيدة فاطمة بن عبد الله الكراي (الشروق) * الجائزة الثانية: السيد لطفي العرفاوي (وكالة تونس افريقيا للأنباء) * جائزة االطاهر الحداد لسنة 2003:
