اختار الاتحاد الإسباني لكرة القدم المدرب خولن لوبيتيغي لإعادة بناء المنتخب الأول بعد فشله في آخر بطولتين كبيرتين: مونديال 2014 وكأس أوروبا 2016. وأعلن الاتحاد الإسباني اليوم الخميس 21 جويلية 2016 تعيين لوبيتيغي خلفا لفيسنتي دل بوسكي الذي استقال من منصبه في 30 جوان الماضي بعد 3 أيام من فقدان المنتخب لقبه بطلا لكأس أوروبا بخسارته أمام نظيره الإيطالي صفر-2 في ربع النهائي. وتوج منتخب إسبانيا تحت قيادة دل بوسكي بطلا لكأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012، لكنه فقد لقبيه بخروجه من الدور الأول في مونديال 2014، ثم ربع نهائي كأس أوروبا 2016. ووجهت انتقادات كثيرة لدل بوسكي لعدم منحه الفرصة الكافية للجيل الجديد من اللاعبين، وهو ما حاول الاتحاد الإسباني التركيز عليه بتعيين لوبيتيغي الذي يعرف جيدا اللاعبين الصغار في إسبانيا حيث أشرف على منتخبات 19 و20 و21 سنة بين عامي 2010 و2014. وقاد لوبيتيغي منتخب تحت 21 عاما إلى إحراز لقب بطل كأس أوروبا عام 2013 بوجود جيل ذهبي من اللاعبين الذين انضموا لاحقا إلى المنتخب الأول وهم ايسكو والفارو موراتا (ريال مدريد) وتياغو الكانتارا (بايرن ميونيخ الألماني) وكوكي (اتلتيكو مدريد)، وأيضا الحارس ديفيد دي خيا (مانشستر يونايتد الإنكليزي). وتفوق منتخب إسبانيا حينها بنتيجة 4-2 على نظيره الإيطالي الذي ضم ماركو فيراتي واليساندرو فلورنتسي. وكان لوبيتيغي ذاق طعم التتويج الأوروبي في 2012 مع منتخب تحت 19 عاما بوجود لاعبين أمثال خوان برنات (بايرن ميونيخ) وجيرارد دولوفو (ايفرتون الإنكليزي) ودينيس سواريز (برشلونة). مدرب ناشط على شبكات التواصل إلى جانب النتائج الجيدة على الصعيد الوطني، يعد لوبيتيغي مدربا يواكب الحداثة وهو ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي، فلديه موقعه الخاص على شبكة الإنترنت، ويعلق على آخر الأحداث على تويتر، ويضع صورة مع مواطنه رافايل نادال نجم كرة المضرب على اينستاغرام، وأخرى بزي راكبي الدراجات مع شقيقه. ويتناقض هذا النشاط الملحوظ له على شبكات التواصل مع أداء سلفه دل بوسكي الذي ينتمي إلى "المدرسة القديمة" في هذا المجال، كما انه نادرا ما ترك مقعده على دكة البدلاء أثناء المباريات ولا يرفع صوته في المؤتمرات الصحافية. ولكن مهمة المدرب الجديد فشلت مع بورتو البرتغالي، فقد بدأ الإشراف عليه في 2014، ثم أقيل من منصبه في منتصف الموسم وتحديدا في جانفي 2015، لعدم تحقيق نتائج جيدة مع الفريق، الذي أنهي الموسم السابق في المركز الثاني في بطولة البرتغال وبلغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا قبل أن يخسر أمام بايرن ميونيخ (فاز 3-1 ذهابا وخسر 1-6 إيابا). ولم يحقق لوبيتيغي (49 عاما) الحارس السابق الذي اعتزل اللعب عام 2002، نتائج جيدة عموما مع الأندية التي أشرف عليها، ففي بداية مسيرته التدريبية مع رايو فايكانو عام 2003، أقيل من منصبه بعد 10 مباريات فقط. وبعد خمسة أعوام بعيدا عن التدريب، تولى تدريب فريق الاحتياط في ريال مدريد كاستيا (المنصب الذي تولاه الفرنسي زين الدين زيدان قبل الإشراف على الفريق الأول في النادي الملكي) في موسم 2008-2009، وأنهى فريقه الدوري في المركز السادس. ووقع خيار الاتحاد الإسباني لاحقا على لوبيتيغي للإشراف على منتخبات الفئات العمرية، وهو يتوقع منه الآن "أمورا كبيرة" مع المنتخب الأول. وستكون أول المهمات الرسمية للوبيتيغي الإشراف على منتخب إسبانيا في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018 في روسيا والتي تنطلق في سبتمبر المقبل، تسبقها مباراة ودية ضد منتخب بلجيكا.