كشف القائد العام للجيش الليبي الفريق أول ركن خليفة بلقاسم حفتر عن تفاصيل زيارته الأخيرة إلى العاصمة الروسية موسكو التي أداها في جوان الماضي، مشيرًا إلى أنها كانت بناء على دعوة وجهها السكرتير العام لمجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف. وقال حفتر، في حوار موسع أجرته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» ونشرتها على موقعها اليوم الاثنين، إن «الزيارة كانت من أجل توطيد العلاقات الثنائية وتعزيزها في الشق الذي يخص الجوانب العسكرية والأمنية". وأوضح القائد العام للجيش الليبي أنه قام خلال الزيارة «بتوضيح المشهد الأمني في ليبيا وتحديدًا في ما يتعلق بحربنا ضد الإرهاب وطبيعة المعارك التي نخوضها ضد المجموعات الإرهابية، وخطورتها على الإقليم والعالم، وتأثير حظر السلاح على حسم المعارك وإطالة أمدها». وأكد حفتر أنه لمس «تفهمًا كبيرًا من الجانب الروسي لما يدور في ليبيا، خاصة وأن روسيا هي أبرز الدول المناهضة للإرهاب». لافتًا أنهم «يثمنون عاليًا حجم التضحيات التي قدمها الجيش الليبي من أجل استقرار ليبيا والإقليم المجاور لها". وأضاف القائد العام للجيش أنه لم يطلب من المسؤولين الروس خلال الزيارة تسليح الجيش الليبي أو إبرام أي اتفاقات أو صفقات عسكرية، قائلاً: «لم نطلب من الروس السلاح لأننا ندرك أنهم ملتزمون بقرارات مجلس الأمن، ولم نبرم معهم اتفاقات أو صفقات عسكرية جديدة أثناء هذه الزيارة". وعن هوية المسؤولين الروس الذين التقاهم حفتر خلال الزيارة، قال: "الزيارة كانت بناءً على دعوة من سيادة السكرتير العام لمجلس الأمن القومي نيكولاي باتروشيف، وتم فيها أيضًا لقاء ودي مع معالي وزير الدفاع سيرغي شويغو، وكذلك سيادة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف". وحول إمكانية القيام بزيارة أخرى إلى موسكو خلال الأيام المقبلة، قال القائد العام للجيش الليبي: "لم نحدد موعد الزيارة التالية بعد وقد تتم في أي وقت لاحق وفقًا لمجريات الأحداث". وبشأن طبيعة العلاقات الليبية الروسية ومدى الدعم الروسي للجيش الليبي، أوضح حفتر أن «ليبيا وروسيا يجمعهما تاريخ طويل من التعاون في جميع المجالات العسكرية والمدنية، وتربطهما علاقة حميمية مبنية على الاحترام المتبادل»، مضيفًا أن «روسيا دولة عظمى أثبتت أنها جادّة في محاربة الإرهاب، ومن مزاياها أنها لا تمارس أسلوب الغطرسة في التعامل مع باقي الدول، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية".
وتابع: «الروس يدركون تمامًا أننا الجبهة الوحيدة التي تحارب الإرهاب دون رياء، وهي من أبرز الدول المناهضة للإرهاب بكافة أشكاله، ولولا حظر التسليح لما ترددت روسيا في دعمنا عسكريًا، ونحن نتفهم التزامها بتطبيق الحظر، ونعلم أنه ليس بوسعها وهي العضو الدائم في مجلس الأمن أن تخترق قرار الحظر، حفاظًا على مكانتها الدولية المرموقة والتزامها بالمواثيق الدولية. لكنها بلا شك تدعم موقفنا تجاه الإرهاب، ولم نطلب من روسيا إلا بذل أقصى مساعيهما الدبلوماسية وتوظيف ثقلها الدولي لرفع الحظر".. وعن موقف روسيا الرافض للاعتراف بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني قبل تصويت مجلس النواب الليبي، قال حفتر إن موقف روسيا «من المجلس الرئاسي فهو موقف ينسجم تمامًا مع مبادئ روسيا في احترام الشرعية، وهذا ما كنا نتوقعه من أصدقائنا الروس".
