مثلت حرية حركة الفاعلين الثقافيين بين بلدان ضفتي غرب البحر المتوسط ودعم العمل المشترك في المجال الثقافي أهم محاور كلمة رئيس الحكومة، يوسف الشاهد لدى افتتاحه أشغال الندوة الأولى لوزراء الثقافة لحوار "5+5" الملتئمة اليوم الجمعة بتونس. وشدد الشاهد في كلمته، على أهمية هذا الاجتماع خاصة "في الظروف الراهنة التي يعيشها العالم اليوم في ظل الحروب والنزاعات ومظاهر التقوقع والتشدد" مؤكدا على دور الثقافة الإيجابي في توحيد الشعوب. وأضاف أن هذه الندوة التي تمثل تواصلا لتوصيات القمة الثانية لرؤساء دول قمة 5+5 وحكوماتها التي انعقدت في مالطا 2012 ولتوصيات اجتماعات وزراء الشؤون الخارجية المنعقدة على التوالي في لشبونة (ماي 2014) وطنجة (أكتوبر 2015) ومرسيليا (أكتوبر 2016) شددت بالخصوص على "ضرورة إيلاء التعاون الثقافي بين بلدان حوار 5+5 عناية خاصة قصد تمتين الأواصر بين شعوب المنطقة وإبراز التراث الثقافي المادي واللامادي للبحر الأبيض المتوسط، ودعم الإبداع الفني للشباب المتوسطي وتثمين إمكاناته". واعتبر رئيس الحكومة أن تونس التي تحتضن اليوم ولأول مرة اجتماع دول الحوض الغربي للمتوسط "حوار 5+5"، بحضور ممثلين عن الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي والاتحاد من أجل المتوسط والاتحاد الأوروبي، تراهن على تقديم رؤية مشتركة تقوم على تقاسم القيم الكونية ووحدة المصالح ووحدة المصير بين بلدان دول ضفتي غرب البحر الأبيض المتوسط من خلال العمل على تحقيق التقارب السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مقرّا بأن "حوار 5+5" لا يزال يفتقر، في المجال الثقافي، إلى الأطر والإجراءات الداعمة له. ودعا الشاهد الأطراف المشاركة في هذه الندوة إلى تدارك هذه النقائص، خاصة فيما يتعلق بالتراث الثقافي الذي يمثل بتنوعه وكثافته وسيلة للتنمية الثقافية والاجتماعية للدول الأعضاء، عبر وضع خطة مشتركة للرفع من تنمية المنطقة وتقديم قراءة للتنمية التضامنية وتعزيز التعاون في المجال القانوني بما يرسخ المحافظة على تراث الحوض المتوسطي المادي واللامادي مع إمكانية إبرازه وتثمينه. كما شدد على أهمية اتخاذ اجراءات إضافية تساعد على تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية وتشجع على تنقل الفاعلين الثقافيين بين ضفتي المتوسط، وربط الصلة بين الفنانيين والمهنيين وتطوير تبادل الخبرات والتجارب الناجحة لدعم الاستثمار الخاص والعام في القطاع الثقافي حتى تكون الثقافة مصدرا للنمو الاقتصادي والاجتماعي التضامني، مؤكدا على ضرورة أن يكون للشباب النصيب الأوفر في المشاريع الثقافية والتنموية وبرامج التعاون والشراكة. وقال إن "إمكانية التنقل الإرادي للمثقفين والمبدعين بين ضفتي المتوسط، تعد عاملا محفزا على حرية العمل الثقافي والإبداعي وتأسيسا لجسور التواصل والعمل المشترك وتحقيقا لمبدأ التنوع الديني واللغوي والحضاري، لأن التواصل الثقافي يرسخ فينا قيم الإنسانية لدحض مظاهر الإرهاب والتعصب"، وفق تقديره.