قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تؤدي اليوم زيارة رسمية الى تونس إن ألمانيا مهتمة بإعادة التونسيين المعنين بمغادرتها وعددهم 1500 تونسي سواء عن طريق المغادرة التطوعية أو عبر الإجراءات الإجبارية مشيرة إلى أن المفاوضات بخصوص ملف الهجرة كانت إيجابية وستكون لها نتائج إيجابية للجانبين. وأوضحت المستشارة الفدرالية لجمهورية ألمانيا الاتحادية أنجيلا ميركل خلال ندوة صحفية عقدتها اليوم الجمعة بقصر قرطاج إثر لقائها برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أن المهم في هذه المسألة هو إعطاء فرص وإمكانيات جديدة للعائدين. وأوضحت أن وزير التنمية الإقتصادية شارك اليوم في افتتاح مركز الاستشارات في شؤون الهجرة وأن ألمانيا ستحاول مراعاة المتطلبات التونسية وتوفير مبالغ في حدود 14أو 15 مليون يورو إضافية لمساعدة العائدين والمفكرين في الهجرة بطريقة تطوعية. كما أشارت إلى انه تم الإتفاق على تحديد فترة الإجابة على الطلبات الالمانية في حدود 30 يوما وعلى مساعدة تونس في تشغيل نظام لإصدار أوراق العائدين في أقل من أسبوع . من جهة أخرى قالت إن المانيا قد خصصت 250 مليون يورو للدعم التنموي وتطوير المناطق الريفية ولفائدة الشباب في تونس مبرزة في هذا الصدد أن الشباب يحتاجون إلى تدريب مهني وفرص عمل وأن الحديث عن التدريب المهني يهدف إلى توفير إطارات مؤهلة للسوق . ولفتت إلى أن وفدا إقتصاديا وتجاريا يرافقها في زيارتها الى تونس كما ذكرت بوجود 250 شركة ألمانية تعمل على توفير فرص عمل للشباب قائلة " نحن نعمل بشكل وثيق على المستوى الاقتصادي والتنموي و في مجال مكافحة الإرهاب. وفي هذا الصدد أوضحت ميركل أن وزير الداخلية الالماني قد زار تونس إثر الإعتداءات الإرهابية وأنه يوجد تعاون في المجال من خلال حماية الحدود وتوفير أنظمة لمراقبة الحدود وإزالة العبوات الناسفة في المجال الأمني. وأعربت عن أملها في إيجاد تعاون إقتصادي والدمج بين التنمية والإقتصاد داعية تونس إلى المشاركة في مجموعة 20 مع افريقيا وعقد مؤتمر مع افريقيا في إطار مجموعة 20 . وتم التأكيد خلال اللقاء على أن تونس ستعمل على التثبت من جنسية العائدين عبر إرسال موظفين للتأكد من ذلك وتوفير أوراقهم. من جهته أكد رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي أنه تم أمس توقيع اتفاقية بين البلدين لإيجاد حل للمعنيين بالعودة من المانيا شبيه بالإتفاق مع ايطاليا سنة 2012 مبينا ان تونس من الدول التي تتحمل مسؤوليتها وتتحلى بمفهوم الدولة وتحترم اتفاقياتها وأن هذه الاتفاقية لا تمس بسيادة الدولة التونسية أو بسيادة الدول الأخرى وقال إن تغييرا جوهريا في العلاقات بين تونسوألمانيا قد جد إثر تعاون طويل ومرضي في ميادين مختلفة خاصة منها على المستوين الأمني والإجتماعي وفي ملف الهجرة التي تعد موضوعا مهما لألمانيا ولأوروبا بصفة عامة موضحا أن اللقاء تطرق كذلك إلى أوجه التعاون مستقبلا خاصة في ما يتعلق بالشباب وتكوينهم مهنيا مبينا أن المانيا وبدعم من المستشارة الألمانية قامت باستدعاء تونس لحضور مجموعة السبع الكبار في المغرب . وأشار إلى ان زيارة انجيلا ميركل تعد نقلة نوعية في العلاقات بين تونسوألمانيا ومفيدة للمنطقة خاصة بالنسبة للحدود الجنوبية مع ليبيا التي تتسم بالأوضاع الصعبة معربا عن امله في مباركة المبادرة من جميع الاطراف لتغيير الوضع لما فيه خير تونس والمنطقة و أوروبا.وكانت انجيلا ميركل قد حلت اليوم بتونس في زيارة رسمية بدعوة من رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي . وقد انتظم بقصر قرطاج موكب استقبال رسمي للمستشارة الالمانية باشراف رئيس الجمهورية وبحضور عدد من الوزراء الى جانب اعضاء الوفد الالماني المرافق لها .