صدر للشاعرة الدكتورة آمال موسى في اليومين الأخيرين ديوان شعري جديد عنوانه "الحياة لم تضع بعد مساحيقها" وذلك عن دار كلمة للنشر. ويحمل هذا العمل الشعري الجديد تجربة الشاعرة مع محنة الموت وعذاباته ومتاهاته الوجودية . واللافت للانتباه أن الديوان قصيدة واحدة مطولة مقسمة إلى مقاطع وهي من ناحية جمالية تعد تقريبا من التجارب الفنية الشعرية القليلة جدا في تونس حيث المتعارف عليه مجموعة من القصائد لا قصيدة واحدة مجزئة إلى مقاطع وممتدة على 144 صفحة. كما أن قارئ الديوان الجديد يجد نفسه في حضرة الموت ولكن أيضا في حضرة الذكريات والحب والبيت والشعراء والفلاسفة ضمن حوارية عالية لغة وصورا شعرية مع الأشياء والوجود والإنسان والمرأة والكون بشكل عام . وتحمل المقاطع الشعرية في الديوان العناوين التالية: - حقنة بنسلين - نوفمبر الغياب أو أنشودة البياض في آواخر الخريف - ساعةُ الصّبح الثّامنة – دقائقها: أنياب - أنا وحدي الزحام - شرابُ القلق والخوف - بيتُ الطين وتكاثرُ المعنى وبيتُ الاسمنت وذاكرة السرد - أرضٌ لا يُزهرُ فيها العشق وقلبٌ يُعاود لأوّل مرّة - كأنّه ...كأنّني في علبة كبريت - لقد سُرّ برؤيتي المعرّي - لا هيبة لك يا أيّها الموت ونقتطف لكم من هذا الديوان الذي سينتظم حفل توقيعه بعد غد السبت بمعرض تونس الدولي للكتاب على السابعة الرابعة عصرا المقطع التالي: لم يلحظ أحدٌ أني فقدتُ عقلي ثم قمتُ بجرّه وإعادته إلى الصّواب. وكلّما حاول الفرار أعدتُ الكرّة وفي كل مرّة كنتُ أجره كما تجرُّني الحقيقة في صباحات تأتي دونك صباحات أنشطرُ فيها إلى نصفين إلى نحو المثنى. أعيشُ انفصامي العاري بين غروب يرثيك وشروق يُغازلني بين دعوتك لي إلى النّوم وتفتح الورد الخائف الخجول في دمي. مُربكٌ زواج الماضي بالحاضر عناقُهما مُرّ...حبّاتُ زيتون بنفسجيّة اللّون وحتى الجماع بينهما موجعٌ كأوّل حبّ. ألا يا أيُّها الماضي كن شهما وقاسيا كما أكره ومستبدّا إن لزم الأمر. لا تكن لعوبا وكن طيّبا واستقبل سكّانك كالأبطال امنحهم بيتا لائقا مكتبة مشتهاة ليصمت النّاي عن الأنين. يشار إلى أن الشاعرة آمال موسى صاحبة التجربة الشعريّة التي تمتد على أكثر من عشرين عاما قد أصدت عدة مجموعات وهي : *أنثى الماء "دار سيراس للنشر والتوزيع، طبعة 1996 (الطبعة الثانية عام 2000).مع العلم أن هذا الديوان قد كتب مقدمته الأديب الأستاذ محمود المسعدي. *"خجل الياقوت"عن دار شرقيات للنشر والتوزيع بالقاهرة طبعة 1998. *"يؤنّثني مرّتين" عن دار سيراس للنشر والتوزيع، أفريل 2005. *"مثلي تتلألأ النجوم" عن دار مسكيلياني للنشر جانفي 2010 *"جسد ممطر " عن دار الفرقد بدمشق 2010. كما حظيت أعمالها بترجمات كثيرة إلى اللغات التركية والإيطالية والإسبانية والفرنسية والألمانية وشاركت في أكثر من 47 مهرجان عربي ودولي للشعر ولقد تحصلت في سبتمبر 2014 على جائزة أوروبية متوسطية مهمة: جائزة "ليريتشيبيا " الأوروبية للشعر عام 2014 .