أكدّ الجمهورية الباجي قايد السبسي أن "تيار الذهاب" إلى تنظيم داعش الارهابي والمشاركة في الأعمال القتالية بالخارج قد انتهى. وقال في حوار خاص أجرته وكالة "هلا أخبار" الاردنية إن تونس تعمل على مقاومة "الخلايا النائمة"، كما تعمل القوات الأمنية على تنفيذ عمليات استباقية للحد من ظاهرة الإرهاب. قمة ناجحة ووتطرق قائد السبسي الى القمة العربية المنعقدة في الاردن مبيّنا أن نتائج أعمال القمة العربية التي انعقدت في البحر الميت يوم الأربعاء كانت "ناجحة بكل المقاييس"، وقال "الأجواء كانت طيبة ولم تكن هنالك خلافات خلال الاجتماعات، وأما "الجفاء" الذي كان موجوداً بين دول قد زال، ولذلك نعتبر القمة محطة مضيئة". وعبر عن أمله في أن تفضي نتائج هذه القمة إلى مستقبل واعد في العلاقات بين الدول العربية، مشيداُ ب "حسن التنظيم" الاردني للقمة ودور جلالة الملك الذي قام بعمل "جدي" و"مثمر" – وفق تأكيده-. الأحزاب التونسية وحول تجربة حزب "نداء تونس" في الحُكم ووجود أكثرية للحزب في مجلس الشعب على حساب حزب "النهضة"، قال رئيس الجمهورية "جميع الأحزاب في تونس حديثة العهد، وأغلبها تعيش حالة من التجاذبات بما فيها "نداء تونس" وهو حزب لم يكن موجوداً في العام 2011 حيث تأسس في أواخر العام 2012 وشارك في الحملة الانتخابية وكان في المقدمة". واشار إلى أن البعض يعدّ ما حققه حزب "نداء تونس" معجزة إلا أننا "نراه أمراً طبيعياً"، ويتابع الرئيس "أما حزب النهضة فإنه حزب عتيق قديم، والنهضويون تعذّبوا كثيراً في الفترة الماضية ودخلوا السجون، والشعب التونسي في الانتخابات اعطاهم نصيباً من المقاعد لا يُستهان بها في البرلمان حيث منحهم 69 مقعداً من 217 مقعداً وهذا أمر مهم". الإرهاب وحول الإرهاب الذي تفرض أجندة محاربته نفسها على الساحة الدولية، قال قائد السبسي "الارهاب ظاهرة عالمية، ونحن في تونس لم تكن عندنا ثقافة الإرهاب ولا ثقافة مقاومته، وكانت له ابعاد في المنطقة التي نعيشها وأخرى أبعاد عالمية ولا توجد دولة بمنأى عن هذه الظاهرة الخبيثة". وعن الاعتداءات التي تعرضت لها تونس قبل عامين، قال " تونس واجهت هذه العملية، وقد كانت سنة 2015 سيئة بالنسبة إلينا حيث وقعت أكبر العمليات الإرهابية، لكننا مستعدون أمنياً ومن حيث التجهيزات للتصدي للإرهاب، والشعب التونسي منح هذه الظاهرة الاولوية، وفي 2016 لم يقع شيء باستثناء ما جرى على الحدود ونحن سحقناها". ولفت رئيس الجمهورية إلى أن ما يوجد في تونس اليوم كأي بلد في العالم بعض الخلايا النائمة التي تتم مقاومتها من قبل القوات الأمنية التي تنفذ عمليات استباقية، وتابع " واذا اردنا وضع حد لهذه الظاهرة يجب أن تكون هنالك استراتيجية عالمية حيث وقعت العديد من الأحداث الإرهابية في فرنسا وبلجيكا والمانيا، ولا بدّ أن نكون واعيين لداعش وغيرها ونخطّط بشكل استراتيجي ومشترك لنتعاون ضد هذه الظاهرة". المقاتلون التونسيون وحول أعداد التونسيين المشاركين في أعمال قتالية خارج البلاد وارتفاع هذه النسبة مقارنة بدول أخرى، علّق الرئيس بالقول "يمكن أن يكون لدينا 3 آلاف مقاتل في الخارج، و أغلبهم شبان لم يجدوا العمل وينتمون إلى مناطق مهمشة". وأقرّ بوجود تقصير حكومي في السابق بالاهتمام بالمناطق الفقيرة قائلاً " لسوء الحظ أن برامج التنمية في السابق اهتمت بالشواطىء لا داخل البلاد وهنالك فقر وبطالة برغم حيازة الشبان على شهادات عليا، وكل هذا وسط وجود تنظيمات تعمل على تدبير أمرهم ولديها امكانيات مادية لنقلهم لكن تيار الذهاب إلى داعش انتهى ولاتزال بعض البقايا وإن شاء الله تنتهي في الأمد القصير". الربيع العربي وحول إن كانت تونس "الناجي الوحيد" من الربيع العربي كما يراها بعض المراقبين، قال السبسي "لا يوجد ربيع عربي وقد كان هنالك بداية ربيع تونسي واذا نجح قد يؤشر إلى ربيع عربي".وأضاف مستدركاً "لكن في الحقيقة نحن في البداية وحتى نحن في تونس لا نزال في البداية، وما هو الربيع؟ أن تكون القيادات العربية منتخبة وتمثل شعوبها والكثير من القيادات القديمة لم تعد موجودة".