وافانا السيد رضا الأسود القاطن بجهة الحامة من ولاية قابس بالتوضيح التالي، ورضاهو ابن المرحوم المناضل المعروف الساسي لسود: وبعد، عملا بحق الرد فإني رضا الأسود ابن المرحوم الساسي الأسود اطلعت باستغراب شديد على ما ورد في المقال الصادر بصحيفتكم ليوم 21 مارس 2004 بالصفحة 22 لمحرره السيد خالد الحداد تحت عنوان «في تسجيلات نادرة وفريدة بصوته حصلت عليها الشروق الطاهر الأسود يتذكر» والذي جاء فيه ما يلي: «ويذكر عم الطاهر انه ذات يوم جاءهم ساسي لسود وجماعته فافتكو اسلحتهم وقيدوهم ولم يرغبوا في قتلهم» وهو امر يثير اكثر من سؤال حول مصداقية هذه الرواية التي اوردها المحرر دون تحديد اطار زماني او مكاني ولا ملابسات وفي ذلك تجن على تاريخ الحركة الوطنية وعلى تاريخ رجال نذروا انفسهم لخدمة الوطن. وتصحيحا لما ذكره الراوي فإن الحادثة كما رواها المقاوم العبيدي عملوق وهو على قيد الحياة وقعت في شتاء 1953 بالمنطقة المعروفة بوادي الزيتون وملخصها ان مشادة جدت بين علي بن ضو والطاهر الأسود حول اتهام هذا الاخير لشخص من اهل علي بن ضو بالوشاية بالمقاومين الى احد المشايخ بالمنطقة، ولما احتد الخلاف افتك المرحوم الساسي الأسود سلاح ابن عمه علي بن ضو والطاهر الاسود ومن معه ودعا المتنازعين الى فض خلافهما دون سلاح وانتهت الحادثة بالتصالح بحضور المقاومين المعروفين: الازهر الشرايطي، بلقاسم وعلي البازمي و06 من عرش لحزم بقابس والذين منهم على قيد الحياة علي بن حسن وعمر ومحمد بن عبد الله ومن مجموعة الطاهر الأسود صولة بالصادق. وفي الاخير فإني استبعد شخصيا ان يكون هذا الكلام قد صدر عن الطاهر الاسود وان كان كذلك فإن كل انسان حرّ في ان يروي ما يريد حول علاقته بحركة المقاومة ولكن هناك العديد من المقاومين الذين هم على قيد الحياة وبإمكانهم تصحيح العديد من الروايات التي تطالعنا بها الصحف من جهات عديدة بين الفينة والأخرى. **المحرر: ننوّه بالتجاوب الذي ابداه السيد رضا الاسود مع ما نشرته «الشروق» في اعداد سابقة، ونشير الى اننا نقلنا حرفيا ما جاء على لسان المناضل الكبير الطاهر الأسود في تسجيلات صوتية مؤكدة ولم يكن قصدنا من ذلك سوى تقديم جوانب تاريخية يمكن ان تساعد على فهم ما دار من أحداث إبان حركة المقاومة الوطنية التي بالتأكيد قد تنوّعت فيها المشارب ووجهات النظر والطرائق... على ان ما نشرته «الشروق» وما تقدّْم به السيد رضا الاسود ابن المناضل الكبير الساسي الأسود لا يمكن ان يتعارض في شيء ما دام هدف كليهما هو السعي لإبراز الحقيقة التي سيقف عند حدودها المختصون في المجال.