«كتاب أهم من الوثيقة»، ذلك هو الكتاب الجديد للدكتور»عميرة علية الصغير» الأستاذ الجامعي بالمعهد الاعلى لتاريخ الحركة الوطنية. الكتاب بعنوان «المقاومة الشعبية في تونس في الخمسينات»: انتفاضة المدن الفلاقة اليوسفية وهو وثيقة لا يمكن للمهتم بتاريخ تونس الاستغناء عنها. الكتاب الذي ورد في 200 صفحة تضمن ستة بحوث اهتمت بالمقاومة الشعبية للمحتل منذ سنوات الخمسينات كما تضمن بحثا عن حقيقة ومصير جيش التحرير الوطني التونسي وبحثا آخر عن كمندوس «فرحات حشاد». وحاول الدكتور «عميرة» في كتابه الاجابة عن مجموعة من التساؤلات المشروعة تخصّ المقاومة والتحركات الجماهيرية ضد الاستعمار. واعتبر الدكتور «عميرة» أن اهتمام الجيل المتأخر خاصة من المؤرخين الشبان بالمقاومة الشعبية هو من باب انصاف من ظلمهم التاريخ ورد الاعتبار لهم وهو خاصة التزام واع بواجب البحث عن الحقيقة التاريخية وتكريس الموضوعية في الاشتغال عن الماضي والتقيد بمنهجية لا تقصي من ادراكها للفعل التاريخي كل المتدخلين فيه مهما كانت اهمية ودرجة ونوعية انخراطهم وان كانوا من صنف القادة أو من صفوف الجنود الصامتين. الكتاب الجديد وثيقة هامة لجيلنا الحالي وللاجيال القادمة حيث يعطي للمقاومة الشعبية اعتبارها ومكانتها الحقيقية ويكشف من خلال فصوله الكثير من التفاصيل والخفايا حول المواجهة الشعبية والجماهيرية للمستعمر وللمقاومة المسلحة.