قدر الاندية الكبرى ان تظل واقفة مهما عصفت بها الازمات او عرقلت مسيرتها الظروف والافريقي ا لذي واجه خلال الموسم الحالي صعوبات جمة لاعتبارات مختلفة هو من طينة هذه الاندية التي تعرف كيف تستفيق في المواعيد الكبرى ومن بينها نهائي كأس تونس لكرة اليد الذي احتضنه قصر الرياضة بالمنزه مساء امس. الافريقي «الكبير» فاز امام الترجي «الكبير» ايضا باقناع وامتاع واستحق لاعبوه وجماهيره في كل مكان من تونس الفرح... وانتصار الافريقي امس لم يترجم في الواقع هذه الحقيقة فقط بل ترجم ايضا الامكانات الكبيرة لهذا الفريق والتي لم تبرز الا خلال الدور النهائي حينما دخل زملاء الدالي هذا العرس الرياضي بروح انتصارية ونجحوا في كل شيء تقريبا فالدفاع كان ممتازا جدا والهجوم لم يرتكب الا عددا قليلا من الاخطاء ولربما يكفي معطى واحد فقط لتلخيص نجاح الافارقة هو عجز وسام بوسنينة احد ا فضل اللاعبين في تونس على مباغتة الخط الخلفي للافريقي نتيجة المراقبة المحكمة التي فرضها علىه المدافعون. **خطآن قاتلان... بلغة الارقام لا يمكن صراحة الحديث عن «ندية» بين الفريقين في هذا الدور النهائي الا في الشوط الاول الذي كان متوازنا نسبيا (4/4) و(5/5) و(9/7) قبل ان ينتهي ب 10/7) للافريقي اما في الشوط الثاني فالمباراة كانت في اتجاه واحد لصالح فريق باب الجديد امام منافس عجز عن التسجيل لما يقرب عن 11 دقيقة (من الدقيقة الخامسة الى الدقيقة 16) وهو ما عمق الفارق الذي وصل الى 10 اهداف كاملة (18/10) و(20/10) و(22/12) قبل ان يعلن الطاقم الاسباني عن نهاية اللقاء على نتيجة (24/13). هذا الفارق العريض الذي اكتملت به المباراة لم يعكس فقط سيطرة الافريقي وجاهزيته على كل الاصعدة بل كان في نظرنا ايضا افرازا منطقيا لخطأين قاتلين ارتكبهما مدرب الترجي الرياضي زخاروف أولهما التعويل على وسام حمام المصاب وثانيهما عدم اشراك الزهاني في الشوط الثاني وابقائه على بنك الاحتياط. **الميساوي رائع.. رائع بكل المعاني يمكن القول ان حارس الافريقي مكرم الميساوي كان رائعا.. رائعا وهو أمر لا شك انه يشكل رسالة واضحة لمن أبعدوه عن المنتخب. الميساوي ساهم أمس بنسبة كبيرة جدا في تتويج الافريقي وأعطى دفعا قويا لزملائه سمح لهم بتحقيق انتصار «تاريخي» اذ لأول مرة يفوز الافريقي على الترجي بفارق 11 هدفا. **كلام الفرح * مكرم الميساوي (حارس الافريقي) : هذا انتصار لمجموعة كاملة وليس لشخصي فقط.. وهو أيضا تتويج أكدنا من خلاله ان الافريقي يبقى فريق كبيرا وجاهزا دائما لرفع الالقاب. * ماهر الدالي : هذه الكأس تمثل رهانا استثنائيا بالنسبة لنا وقد كسبناه.. ضحينا وتعبنا وعملنا على تنقية الاجواء ونجحنا رغم قلة العناية من المسؤولين. أكدنا ايضا أن الافريقي فريق الاوقات الصعبة. * عادل حيحي : قدمنا مردودا مثاليا من كل النواحي ومن الطبيعي ان نفرض كلمتنا ونحصل على هذه الكأس.. أكد لاعبو الافريقي اليوم انهم يحبون فريقهم الى حد النخاع وهذا التتويج هو هديتهم لجمهوهم الذي ساندهم حتى عندما خذلوه.. سنعمل على ان تكون المسيرة أفضل خلال الموسم القادم. * زهير بن مسعود : كنا أفضل تركيزا وجاهزين ذهنيا وبدنيا بعد ان صفت القلوب.. نجحنا دفاعا وهجوما وكان مكرم الميساوي في يومه ليساعدنا على تحقيق هذا الانجاز. أشكر جميع زملائي على روحهم الانتصارية ومبروك للافريقي.