مع اختلاف في بعض التفاصيل والوجوه المشاركة في عرس الدور النهائي لبطولة افريقيا لكرة اليد يمكن القول أن الجماهير الرياضية عاشت مساء الاحد الماضي إعادة لنهائي كأس تونس للموسم المنقضي فالافريقي الذي دخل الدور النهائي من أجل لقبه الثاني على الصعيد القاري لم يترك الفرصة للترجي لفرض أسلوبه وحسم الصراع منذ الشوط الاول عندما رفع الفارق الى 8 أهداف (6/14) مستفيدا من المستوى الممتاز لحسين قندورة أفضل لاعب في الميدان على الاطلاق حتى إقصائه الذي تم في بداية الشوط الثاني. الافريقي أكد في هذه المباراة أنه يبقى مدرسة رياضية راسخة في كرة اليد وانتصاره لم يكن وليد الصدفة أو لضعف المنافس بل كان وليد تفوق واضح من الناحية الدفاعية كامل الشوط الاول مقابل اخفاق ذريع للاعبي الترجي وهو ما يفسر عمق الفارق بين الفريقين خلال هذه الفترة حيث لم يتزحزح تحت ال 5 أهداف وهو فارق الشوط الاول (10/15). * استفاقة متأخرة في الشوط الثاني شكل إقصاء ندورة نقطة تحوّل كبيرة لكنها لم تكن حاسمة حيث فقد الافريقي بخروج هذا اللاعب أحد نقاط قوته على الصعيد الهجومي فتعددت الكرات الضائعة والاخطاء وهو ما أعاد الثقة للترجي الذي استفاق لاعبوه ونجحوا في تقليص الفارق الى حدود 3 أهداف بفضل ماهر الدالي (19/22). هذه الاستفاقة لم تكن كافية أمام تألق الحارس الميساوي ونجاح مروان بلحاج في اختراق الدفاع بصفة فردية أو عبر الهجوم المعاكس لينتهي اللقاء بفارق 6 أهداف للافريقي (21/27). * مشكل الترجي في مدربه؟! منطقيا وبشهادة عديد الفنيين يمكن القول ان الترجي يملك أفضل رصيد بشري على الاطلاق فهو يجمع بين الخبرة (الزهاني حمام بوسنينة الجرو) واللاعبين الشبان (التواتي الستاري بن عبد الله) وقد انضاف لهؤلاء ماهر الدالي لكن الترجي ظل عاجزا عن فرض سيطرته الكاملة سواء في البطولة أو في المواعيد الكبرى وهو ما يثير أكثر من تساؤل حول الاضافة التي قدمها زخاروف طيلة الفترة التي قضاها على رأس هذا الفريق وخصوصا في اللقاءات الحاسمة على غرار الدور النهائي لبطولة افريقيا. * الافريقي فريق التأطير مقارنة ببقية الاندية التونسية لم يشهد النادي الافريقي تغييرات كبيرة ولعل هذه النقطة تفسر الى حد بعيد نجاحه في نهائي الاحد مثلما تفسر نجاحه في نهائي كأس تونس ومواصلته لعب الادوار الاولى. النادي الافريقي يستفيد أيضا من إطار مسير منسجم ولحمة كبيرة بين اللاعبين اضافة الى الخبرة وهي عوامل إن اجتمعت كما هو الحال في المباراة الاخيرة تجعل من الصعب الانتصار عليه. * ... انتهى الدرس تتويج النادي الافريقي أسعد أنصاره وكان مكافأة على المجهودات التي بذلها مسؤولوه منذ أسبوعين تقريبا. أما الترجي صاحب اللقب خلال الموسم الماضي فقام بما هو مطلوب منه وأدرك الدور النهائي وأمامه موسم مليء بالتحديات... الترجي والافريقي أكدا إذن أنهما فريقان لا تستقيم أحوال اليد التونسية دونهما فيما أكدت الكنفدرالية الافريقية لكرة اليد فقرها المدقع على الصعيد التنظيمي وهو ما يفرض على الجامعة التونسية لكرة اليد عدم الانسياق وراءها مرة أخرى في احتضان مسابقات الاندية فالنتيجة واضحة فنيا، تنظيميا وجماهيريا والفائدة لم تحصل لاحد... ** كلمات على هامش التتويج * منير البلطي نائب رئيس الافريقي ورئيس لجنة التنظيم: بذلنا مجهودا كبيرا جدا من أجل إنجاح هذه البطولة وتحدينا كل الصعوبات والظروف ونحمد الله أن مجهوداتنا لم تذهب سدى وتمكنا من الحصول على هذا اللقب القاري الذي نهديه لسيادة الرئيس زين العابدين بن علي راعي الرياضة والرياضيين... انتصار الافريقي في النهائي كان منطقيا فقد سيطرنا وفرضنا تفوّقنا من البداية الى النهاية وانتصرنا عن جدارة وحصلنا على كأس يمكن أن نسميه كأس التحدي في ضوء المشاكل التنظيمية التي واجهناها وتابعتموها معنا كإعلاميين. * محمد المسعودي : المباراة لم تكن سهلة رغم الفارق الذي انتهت عليه فهي مباراة أجوار ومباراة نهائية في كأس قارية ومن الطبيعي أن تشهد اندفاعا قويا من الجانبين. أكد النادي الافريقي بهذا التتويج أن انتصاره على الترجي في نهائي كأس الموسم الماضي لم يكن صدفة أو ضربة حظ كما أكد أيضا أسبقيته معنويا وفنيا على الترجي. * مراد خبير : هذا اللقب ينقصني كلاعب وأحمد الله أنني حصلت عليه في ظرف وجيز إذ لم ألتحق بالافريقي إلا في شهر جويلية الماضي... هذا التتويج القاري سيكون فاتحة خير للموسم الجديد الذي سندخله بمعنويات مرتفعة جدا... مبروك للافريقي...