توزر - الشروق أون لاين - بوبكر حريزي: صرّح ممثل المعهد الوطني للتراث بولاية توزر مراد الشتوي اليوم الاثنين لوسائل الاعلام الجهوية أنّ الحفريات التي يقوم المعهد الوطني للتراث بإنجازها بالموقع الأثري« كستيليا » الواقع على مقربة من مدينة دقاش بإشراف مجموعة من الباحثين والتي انطلقت سنة 2017 وتتواصل هذه السنة 2018 أفضت إلى الكشف عن كافة مكونات كنيسة بنيت في هذا الموقع خلال القرن الخامس وتواصلت إلى القرن السابع . وأوضح الشتوي أنّه تمّ اكتشاف هذا الموقع منذ بداية القرن الحالي عندما قررت ولاية توزر إنجاز منطقة صناعية وكان هذا مكان المعلم يستغلّ كمقطع لنقل الرمال لمعمل نسيج تابع لهذه المنطقة الصناعية ومجاور لهذا المعلم وهو ما أدّى إلى اكتشاف هذا المعلم و القطع الخزفية التي تمكّن الباحثون من الكشف عنها وجدت قرب المعبد وتتمثل أساسا في بعض الأواني الفخارية والقناديل التي ترجع إلى الفترة البيزنطية ولا تختلف مكونات الكنيسة المكتشفة بمنطقة كستيليا دقاش عن عديد الكنائس التي وجدت في البلاد التونسية فهي تتكوّن من ثلاثة أروقة والمحراب المجاور وغرفتين كبيرتين له ويحتوي الرواق الأوسط وهو أهمّ جزء في الكنيسة على المعبد الذي بني بشكل متقن ويكون عادة مقابل المحراب . وأضاف الشتوي بأنّ هذا الاكتشاف يعطي فكرة واضحة على التواجد المسيحي في ربوع الجريد وأساقفة مدينة توزر مذكورون في المصادر الكنيسية وهذه الكنيسة ستعطي دليلا واضحا عن أماكن عمل هؤلاء الأساقفة كما تمكّن المعهد الوطني للتراث في أواخر الحفريات المنجزة مؤخرا من الكشف عن العديد من الجدران لمساكن مجاورة للكنيسة ممّا يجرّ إلى الحديث عن وجود مدينة مغمورة بالرمال ولعلّ السنوات القادمة وبتواصل الحفريات في هذا المكان سيتم اكتشاف المزيد من الأثار المسيحية التي بنيت في هاته الفترة حسب قوله . وللمحافظة على هذا المعلم قال مراد الشتوي إنّه سيتم القيام بأشغال للغرض فالجدران تتطلب الترميم بسرعة عاجلة و تسييج المكان للمحافظة عليه من زحف الرمال وتوفير الحراسة لهذا المعلم الهام بالتعاون مع السلط الجهوية .