تعتبر معتمدية دقاش من أعرق المعتمديات في الجنوب التونسي فهي موغلة في القدم وجدت قبل الفترة الرومانية وكان لها تاريخ في الفترة الرومانية حيث كانت هذه المنطقة ذات أهمية تجارية واستراتيجية وفي الحضارة العربية الإسلامية وشهدت قدوم الهلاليين وكانت قلعة نضالية ضد الاستعمار الفرنسي إلا أنها لم تجد حظها من العناية بتاريخها فلم يؤرخ لها ولم ينبش في ذاكرتها بل همشت معالمها حتى كادت تندثر ومن هنا جاءت فكرة بعث جمعية "أطلال" لتحاول إصلاح ما فسد بالبحث والتنقيب والتدوين وأحياء التراث واستغلاله لفائدة أهل المنطقة وقد أعدت الجمعية بالتنسيق مع منظمة اليونسكو والمعهد الوطني للتراث برنامجا لتعهد الآثار والنبش في تاريخها وقيمتها التاريخية وإخراج الموقع الروماني "كستيليا" من طي النسيان وإدراجه ضمن المواقع الأثرية بالبلاد التونسية بعد اكتشافه في بداية التسعينات وفي برنامج الجمعية أيضا إدراج المواقع الرومانية بمنطقة قبة بالمحاسن ضمن مسالك السياحة الثقافية بالجهة بما يساهم في تنويع النشاط السياحي بالجهة وخلق موارد رزق لعدد كبير من متساكني وتتمثل المواقع الرومانية بمعتمدية دقاش في موقع كستيليا وهو عبارة عن مدخل مدينة رومانية قد تساهم الحفريات في الكشف عنها علاوة على بقايا قلعة ومقبرة بموقع قبة إلى جانب موقع "سبع آبار" وهي آبار كان يستخدمها الرومان لسقي الواحة إضافة إلى هذه الأنشطة ستعتني "أطلال" بالآثار الإسلامية أبرزها جامع الزرقان وهو من بين أقدم الجوامع بمنطقة الجريد وحمام سيدي عبد القادر بحامة الجريد ومن المقرر أن تنطلق في الفترة القادمة أشغال تهيئة وتعهد بعض المواقع عن طريق مشروع التنمية المندمجة باعتمادات مخصصة قدرها 100 ألف دينار ستمكن من إعادة بناء بعض الجدران المتداعية للسقوط وتنظيف محيط هذه المواقع وفتح مسالك لتيسير الوصول إليها وأفادنا السيد علي كحيلة كاتب عام "أطلال" أن الجمعية ستهتم كذلك بمختلف أشكال التراث ومن المنتظر أن تساهم في بعث مهرجان للألعاب الشعبية وآخر للموسيقى التراثية.