قدم المخرج المسرحي عبد العزيز المحرزي عشية أمس الاول، الاربعاء 16 جوان، في قاعة سينما المونديال هاني جوهرية بالعاصمة، العرض قبل الاول لمسرحيته «فريد زمانو»... والعرض في الواقع، موجّه للضيوف الذين دعاهم فريق المسرحية، من مسرحيين وإعلاميين وأصدقاء، كامتحان أول للممثلين والعمل عموما، أمام الجمهور... «فريد زمانو» وتحمل المسرحية «فريد زمانو» إمضاء المحرزي، في الاخراج والتأليف، ويشارك فيها كمستشار في الاخراج الشاذلي بن خامسة. ووضع موسيقاها الفنان فيصل القروي... أما الاداء، فيشترك فيه الممثلون شوقي بوقلية، وسهام مصدق، وتوفيق البحري، وعلياء حمداوي، وصبري النيفر. ويلاحظ حسب دليل العمل، غياب بعض العناصر مثل السينوغرافيا، والاضاءة، وهو ما بدا واضحا في العرض... رُضّع يتكلمون ويدخنون... والمسرحية كما يوحي العنوان «فريد زمانو» هي محاولة لرصد شخصية، أو شخصيات فريدة من نوعها، أو فريدة زمانها... فالشخصيات الرئيسية، في العمل ثلاثة رضّع، ولكن أي رضّع؟! رضع يتكلمون في المهد... يدخنون في الاسبوع الاول... يلعبون كرة القدم، ويغنون ويرقصون كما في «ستار أكاديمي» و»شمس الاحد»... رضع ولدوا ليكونوا نجوما في كرة القدم، والغناء، قبل مبارحة المهد... والرضع في الواقع، هم تجسيد للظواهر الاجتماعية التي أفرزها العصر الحديث تحت ضغط الظروف الاقتصادية والسياسية التي يعيشها المجتمع في ظل النظام العالمي الجديد... غياب عناصر المسرح... وبقدر ما نجح الممثلون في تجسيد هذه الظواهر الاجتماعية، في شكل كوميدي ساخر، إلا أن العمل بدا منقوصا على مستوى البناء الدرامي والمسرحة أو الدراماتورجيا. فغابت الحكاية، وحلت محلها السكاتشات التي غلب عليها التهريج، كما غابت عناصر الفرجة من إضاءة، وسينوغرافيا، وبدا الديكور عنصرا بلا توظيف جمالي، وظيفته الوحيدة إيهام المتفرج بأنه أمام قسم للولادات، في مستشفى عمومي... بنت عصرها... وعموما تبدو الفكرة المحورية للمسرحية جيدة، على مستوى استثمار الرضّع «كفئران تجارب» لكن من خلالهم وقع كشف عيوب المجتمع، وتدخل القوى العظمى لمراقبتهم... كما أن آداء الممثلين، لم يكن رديئا وخصوصا في اعتماد الكوميديا لدى المحترفين منهم مثل شوقي بوقلية وتوفيق البحري وسهام مصدق... بقي المسرح، أو الدراماتورجيا، وعناصر الفرجة المسرحية، فهي عناصر لم تتوفر في العرض بحيث بدت المسرحية وكأنها «بنت عصرها» حتى لا نقول «فريدة زمانها» الهدف منها تقديم عمل وكفى... ومثل هذه الاعمال كثيرة اليوم، وخصوصا عند قدوم الصيف موسم المهرجانات...