أثار عدد من الأعضاء الصهاينة وانصار الكيان الصهيوني في لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب الامريكي دور مصر الاقليمي وخاصة في ما يتعلق بتسوية الصراع العربي الاسرائىلي وذلك في سياق جلسة استماع عقدتها اللجنة يوم الاربعاء لمناقشة العلاقات الامريكية المصرية. في ما عقدت لجنة العلاقات الدولية الفرعية للشرق الأوسط وآسيا الوسطى جلسة استماع يوم امس الخميس لبحث دور مصر في الصراع الاسرائىلي الفلسطيني، حيث اثار العديد من اعضاء اللجنة سلسلة من الشكاوى الامريكية في ما يتعلق بالسياسة المصرية والمزاعم الاسرائىلية حول ما يقال عن تهريب اسلحة من مصر الى قطاع غزة عبر انفاق، رغم ان مصادر مطلعة ذكرت ان مهربي المخدرات الاسرائىليين يقومون بحفر انفاق عبر الحدود المصرية الفلسطينية لتهريب المخدرات. كما انتقد اعضاء في اللجنة بطء الاصلاحات المصرية في مجالات التعليم والاعلام والاقتصاد. ويذكر ان الحكومة الاسرائىلية كانت دعت نشطاء المنظمات اليهودية الامريكية بعدم القيام بأي عمل سياسي ضد مصر حماية للعلاقات الامنية الاسرائىلية المتطوّرة مع مصر في اعقاب قبول مصر بدور امني في قطاع غزة. وقد شارك في جلسات الاستماع يومي الاربعاء والخميس، مسؤولون امريكيون وخبراء ومحللون سياسيون غير حكوميين لمناقشة السياسة المصرية. ويذكر ان جلسات الاستماع مقررة في اواخر شهر ماي الماضي في غمرة تزايد الاحباط الامريكي بشأن الجمود في عملية التسوية في المنطقة بسبب الموقف الاسرائىلي المتصلب وانشغال حكومة بوش في فضائح حربها على العراق. ورغم اشادة نائب مساعد وزير الخارجية الامريكي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، بتعاون مصر الوثيق مع الولاياتالمتحدة في تقديم التسهيلات البحرية لمرور سفن الأسطول الامريكي المتجهة للخليج عبر قناة السويس وفتح الاجواء المصرية للطائرات الحربية الامريكية في الحرب على العراق، الى جانب تقديم مصر التسهيلات للمناورات العسكرية المشتركة (التي تشارك فيها مصر ودول أخرى) فإن العضو الصهيوني في اللجنة توم لانتوس (ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا) انتقد بشدة المساعي المصرية لتحديث اسطولها البحري والحصول على صواريخ متوسطة المدى من كوريا الشمالية داعيا الى الغاء المساعدة العسكرية الامريكية لمصر البالغة نحو 1.3 مليار دولار سنويا. وقال لانتوس بأن «مصر تواصل تطوير قدراتها العسكرية تجاه عدو اسرائىلي مفترض، اعتمادا على اموال دافعي الضرائب الامريكيين. غير ان المسؤولين الامريكيين اشاروا الى ان واشنطن تلقت ضمانات من القاهرة حول كيفية التعامل مع المساعدات الامريكية المقدمة لها مؤكدين انها تستخدم لتدعيم السلام بين مصر والكيان الصهيوني منذ توقيع اتفاق كامب ديفيد في مارس 1979، ولضمان ابقاء مصر شريكا فعالا في الحرب على ما تسميه واشنطن «الارهاب» وتعزيز الامن القومي للولايات المتحدة.