تشير عديد الاحصائيات الى تراجع اقبال التونسي على المطالعة لعدة أسباب لعلّ أهمّها استحواذ الوسائل البصرية على اهتمام الفرد وجعله أسير الصورة والمشاهد الاعلامية المختلفة ولعلّ تكاثف عدد الفضائيات عمّق الهوة بين القارئ والكتاب وأصبح النفور بينهما باديا للعيان ولم يبق للكتاب الفرصة لمداعبة تفكير القارئ التونسي وسرقة بعض وقته سوى في الأوقات التي يتعذر خلالها استعمال أيّ من وسائل الاتصال البصري. ولعلّ السفر هو من أهمّ هذه الأوقات التي يمكن أن يكون للكتاب حضوره المتميز لكن وحتى في هذه الحالة هل ينتفي منافسو الكتاب أم أن التطورات التكنولوجية الحديثة خلقت منافسا جديدا للكتاب؟ هذا السؤال وأسئلة أخرى ضمنية طرحناها على مجموعة من الطلبة فخرجنا بالشهادات التالية: * لطيفة همامي: بعض المطالعات الخفيفة تدرس لطيفة همامي بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية برادس فهي تمتطي يوميا القطار باتجاه مدينة رادس وتقول الطالبة لطيفة أنها تستغل هذه السفرة اليومية لمطالعة بعض الروايات أو الاطلاع على محتوى بعض الجرائد. وتؤكد لطيفة أنها عادة ما تعمد لشراء بعض الكتب ذات المحتوى المتميز والتي من شأنها أن تمنحها فوائد عديدة دينية كانت أم اجتماعية أو أخرى للتسلية والترفيه كقصص الألغاز وغيرها. * قيس ميلاد : الصحف سيدة الموقف يقرّ الطالب قيس ميلاد أن الكتاب بدأ يفقد حضوره حتى في أوقات السفر فالجميع اقتصرت مطالعاتهم على تصفّح الجرائد وحلّ الكلمات المتقاطعة. ويشير أن الكهول مازالوا محافظين إلى حدّ ما على عادة المطالعة أثناء السفر ويمكن التأكيد أن عدد الكهول الذين يقبلون على المطالعة يصل الى ضعف عدد الشبان الذين يطالعون أثناء السفر. ويضيف الطالب قيس ميلاد أن الكتب الدينية والجرائد هي أهم ما يقوم بمطالعته أثناء السفر. * آمال الهيوي : الهاتف الجوال عوّض الكتاب ظهر منافس جديد للكتاب أثناء السفر وهذا المنافس سيطر على وقت الشاب وشغل تفكيره واستحوذ على اهتمامه بشكل لافت للانتباه. هذا المنافس يتمثل في الهاتف الجوال الذي احتلّ مكانة الكتاب وأقصاه من حياة الشاب. وتؤكد الآنسة آمال على هذه النقطة قائلة أنها بحكم استعمالها للقطار بصفة يومية فإنها تلاحظ انشغال الجيل الشاب بالهاتف الجوال. وتقضية معظم أوقات السفر في مداعبة الهاتف النقال وارسال الرسائل القصيرة وإجراء المكالمات الوجيزة. * ريم الصالحي : قصص عبير هواية الفتيات لا تميل معظم الفتيات الى الانهماك في تفحص الهاتف الجوال واستعماله أثناء السفر بل ان بعضهنّ يلتجئن الى المطالعة وعادة ما تقتصر مطالعاتهن على قصص عبير أو بعض الروايات البوليسية للتسلية وتمضية الوقت وتضيف الآنسة ريم قائلة «أقضي ما يزيد عن السبع ساعات في القطار أثناء عودتي الى مسقط رأسي بإحدى مدن الجنوب ونظرا لطول المسافة فإنني أكون حريصة على انتقاء بعض القصص الرومانسية وخاصة قصص عبير لمطالعتها والاستمتاع بمتابعة أحداثها المشوقة». وتضيف «أشترك مع عدد هام من الفتيات في هذا التوجه فعادة ما تكون هذه النوعية من المطالعات مسلية ومريحة وتساهم في ابعاد الضغط الذي نعيشه أثناء الدراسة والتحضير للامتحانات. * مروان البوغانمي : الحاسوب النقال أقصى الكتاب ينضاف الحاسوب النقال الى قائمة المنافسين للكتاب فهذا المنافس الجديد يسجل حضوره بكثافة أثناء السفر وخاصة لدى بعض طلبة الشعب العلمية الذين يستغلون فترة السفر للقيام ببعض الأعمال المتعلقة بدراستهم فمروان البوغانمي طالب بكلية الهندسة بتونس يؤكد على الالتجاء الى الحاسوب المحمول لإنجاز بعض دروسه أو لممارسة بعض الألعاب التي تنسيه متاعب سفرته الطويلة. * ناجية المالكي