تعد المطالعة الطريقة الأنجع والاكثر فائدة لتعميق ثقافتنا وإثراء زادنا المعرفي، واذا كانت المطالعة على قدر كبير من الأهمية المعرفية طبعا فان جل شبابنا اصبحوا عازفين عنها وان حدث وان طالعوا بعض الكتب فهي في العادة ذات ارتباط بمجال دراستهم او الاطلاع على بض الصحف والمجلات زحيانا. وسنعتمد في تحقيقنا هذا على مادة توثيقية تضم بعض المعلومات والاحصائيات التي تتصل بمجال امطالعة لدى الشباب وعلى جانب ميداني يضم شهادات شبابية تتضمن آرائهم بخصوص موضوع المطالعة ووضعيتها في صفوف الشباب الطلابي. بالاعتماد على احصائيات صادرة عن وزارة الثقافة لسنة 2002 نورد هذه الأرقام والاحصائيات المتعلقة بعالم الكتاب والمكتبات وعدد المطالعين لمختلف الكتب في تونس حيث تشير الاحصائيات الى ان عدد المكتبات العمومية في تونس يبلغ 338 مكتبة عمومية و28 مكتبة متنقلة، اما العدد الجملي لمكتبات الاطفال في البلاد التونسية يبلغ 279 مكتبة في حين يبلغ المعدل الوطني لنسبة الكتب مع عدد السكان 427 كتابا لكل 1000 ساكن. وتشير الاحصائيات الى ان المواطن التونسي يطالع بمعدل 1.12 كتاب في السنة. ولدراسة موضوع الشباب والمطالعة حاولنا ان نكون اكثر موضوعية في تقديم الوضعية الحقيقية لعلاقة الشباب بالمطالعة قمنا بتوزيع استمارة تتضمن بعض الاسئلة المتعلقة بعناوين الكتب والمطالعات بصفة عامة بالاضافة الى ذلك وقع التركيز على فئة معينة من الشباب ألا وهي الشباب الجامعي. نتائج احصائية لاستمارة المطالعة الشبابية بلغت نسبة الطلبة الذين يقرون بضرورة المطالعة لاثراء ما يتلقونه في اطار البرنامج الدراسي ال80 في حين لا تتعدى نسبة الذين يقرون بمطالعات لكتب في الثقافة العامة وذات الاهتمامات المختلفة (اقتصادية، ثقافية، سياسية، روايات) 12. أما نصيب الصحف والمجلات من الاهتمام والمطالعة فانه لا يتعدى 8. وللاشارة توجد خمس عينات من المطالعين وهم كالآتي: 1) المطالعون اليافعون البالغون من العمر 12 سنة ويتفرعون على ثلاثة مستويات او أنواع وهم: أ المطالعون «النهمون» ب المطالعون المتواضعون ت المطالعون من دون شهية والذين لا يذهبون الى المكتبة الا بأمر الاستاذ أو المتعثرون في القراءة 2) مطالعات النساء 3) مطالعات فتيات الجيل الثاني في فرنسا 4) مطالعات المساجين 5) مطالعات العمال اليدويين والتقنيين ونخصص الجزء الأخير من تحقيقنا هذا الى ايرادات بعض الشهادات الصادرة عن مجموعة من الشباب الجامعي يتحدثون عن مطالعاتهم ومجالاتها. مطالعات في صلب الاختصاص من الواضح والجليّ أن شبابنا التلمذي والطلابي أصبح عازفا عن المطالعة نظرا لاستئثار وسائل الاعلام البصري بأغلبية أوقات الفراغ لدى الشباب اضف الى ذلك دخول «الملتمديا» ووسائل الاتصال الحديثة بقوة الى عالمنا اليومي. جل هذه الوسائل الالكترونية الحديثة اقصت الكتاب من كياننا وجعلت معظم مطالعاتنا تقتصر على مجال الدراسة. الطالبة سناء بوعمامة تؤكد ان نسبة كبيرة من الطلبة لا يطالعون الا الكتب والوثائق المتصلة باختصاصاتهم الدراسية وتقول سناء انها تطالع كتب علمية تصب في خانة دراستها لعلم النفس العصبي ويمكن ان تنوع في مطالعاتها خلال العطلة الصيفية بقراءة بعض القصص والروايات والمجلات العلمية. وليد طالب مرحلة ثالثة علم نفس عصبي تقتصر مطالعاته على بعض الكتب العلمية التي من شأنها اثراء معرفته الدراسية كما يطالع احيانا الاخبار الرياضية وبعض المجلات العلمية. وتشاطر الآنسة أسماء سنة أولى رأي المستجوبين السابقين بقولها ان مطالعتها تقتصر على مجال دراستها القانونية، وهو ما يفعله طلاب الجامعات. جرائد ومجلات للتسلية رغم اختصاصها العلمي البحت فان الآنسة روضة لا تترك الفرصة تمر دون الاطلاع على آخر أخبار نجوم الفن في تونس والعالم العربي فمطالعة الجرائد والمجلات اعتبرها وسيلة من وسائل الترفيه والتسلية أخصص لها حيزا زمنيا بين فترات المراجعة. الشاب وسام يرى أن قراءة الجريدة تمنحني بعض الراحة بالاضافة الى اعطائي الفرصة للاطلاع على آخر الاخبار الفنية وخاصة الرياضية. مطالعة لغاية اثراء المزاد المعرفي كتب احسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وحنامينا الى جانب المجلات السياسية كمجلة الوطن العربي والعربي تحظى باقبال مكثف من قبل فئة من شبابنا الجامعي الذين لديهم رغبة وشغف بالمطالعة وحب الاطلاع. هذا التوجه ترجمته الآنسة ابتسام التي تقرّ بحبها الكبير للمطالعة فهي تطالع كل الجرائد التونسية وبعض المجلات العربية التي تكون اثمانها في متناول الجميع بالاضافة الى اقبالها على قراءة كتب احسان عبد القدوس وحنامينا ونجيب محفوظ وتقول ان دراستها الادبية جعلتها تهوى المطالعة وتعطيها مساحة هامة من وقتها يوميا.