قدّمت وزارة الثقافة والشباب والترفيه دعما كبيرا للموسيقيين في المهرجانات الصيفية بلغت قيمته الجملية حوالي مليار و300 ألف دينار وهو مبلغ كبير لا أعتقد أن هناك دولة عربية أخرى قدّمته لمبدعيها في مجال الموسيقى. هذا الدعم الذي تقدمه الوزارة يستحق المباركة والتنويه لكن ما نعيبه على المهرجانات وعلى الوزارة من جهة أخرى هو غياب بعض الموسيقيين الذين يقدمون موسيقى مختلفة. من هؤلاء نذكر على سبيل الذكر فيصل القروي ومحمد القرفي ووناس خليجان ورضا الشمك وكمال الفرجاني وفوزي الشكيلي وغيرهم. فهؤلاء غائبون عن المهرجانات في صيف 2004 كما غابوا عنها في أصياف سابقة وقد يكون هؤلاء لم يقدموا مشاريع للوزارة لأنهم يئسوا من المهرجانات التي لا يتصور المشرفون عليها موسيقى خارج الغناء وخارج الفن الشعبي لكن كان من المفروض أن تفرضهم الوزارة في بعض المهرجانات مثل الحمامات والجم وقرطاج وطبرقة وسوسة وأن تكون عروضهم في إطار السياحة الثقافية حتى تقدّم صورة حقيقية عن تونس بتعدّدها الثقافي التي كانت سباقة لتنظيم مهرجانات تعنى بموسيقى البلوز والجاز والسمفونيات والموسيقى التقليدية بشكل عام.. صحيح ان الوزارة لم تبخل على هؤلاء وغيرهم بالدعم سواء في الاصدارات الموسيقية أو انتاج بعض العروض في مركز الموسيقى العربية والمتوسطية لكن لابد من وجودهم في المهرجانات حتى لا تبقى حكرا على المجموعات الموسيقية التي تقدم عروضا ليست بعيدة عن «عرابن الأعراس».