بحلول فصل الصيف يتزايد نسق التظاهرات الثقافية والسياحية ولا يمر يوم دون تسجيل اقامة حفل فني أو مهرجان سياحي او أيام ثقافية، وقد لاحظ الجمهور في الفترة الاخيرة ما اصطلح على تسميته بتناسل المسابقات ذات البعد الجمالي، فما سر تهافت بعض الافراد والوكالات على تنظيم هذه النوعية من المسابقات؟ وهل صحيح ان المال هو الدافع الرئيسي لجمع الحسناوات، وعرضهن امام العموم في مسابقات يراد منها بالأساس الترويج لصورة الفتاة التونسية المتقدمة والمتحررة؟ بدأت حكاية التونسيين مع مسابقات الجمال منذ ما يزيد عن 10 سنوات عندما أقدم أحدهم على تنظيم مسابقة لاختيار أجمل فتاة تونسية ثم دخلت السيدة عائدة عنتر على الخط في محاولة لارساء تقاليد جمالية جديدة وأطلقت على تظاهرتها اسم «الفتاة المثالية» وقد تم الى حد الآن انتخاب 4 ملكات جمال آخرهن الآنسة أميرة ثابت ملكة جمال تونس لعام 2002 وظل الجمهوريتساءل لماذا لا تقام مسابقة الجمال التونسي كل عام مثلما يحدث في دول العالم، ويأتي الرد حاسما من المنظمين مؤكدين ان غياب الاشهار والتقاليد الراسخة وكثرة المصاريف المترتب عن مثل هذه المسابقات تقف حائلا دون المواظبة على دورية اقامة المسابقة كل عام. وخلال السنوات القليلة الماضية ظهرت عدة مسابقات نذكر منها ملكة جمال الانترنيت و»ميس فلاش ميديا» و»ميس أفريكان» وتظاهرة «بنت بلادي» لاختيار ملكة جمال الفتيات التونسيات المهاجرات، واذا أضفنا الى هذه القائمة مختلف المسابقات الجمالية التي تحتضنها الجهات (صفاقس، نابل، بنزرت، المنستير) ومسابقات النزل السياحية لجلب الحرفاء والترويح عنهم يصبح السؤال المطروح في البداية منطقيا، فقد تناسلت المسابقات وتحول الامر الى ظاهرة تستحق الدراسة والتمحيص والتدقيق. وفي هذا السياق يؤكد السيد نصرالدين بن سعيدة منظم مسابقة «ميس أفريكان» التي سيقام حفلها الختامي يوم 29 جويلة القادم بياسمين الحمامات ان تعدد التظاهرات ذات البعد الجمالي والفني والثقافي ظاهرة صحية تساهم في تنشيط الساحة الثقافية وتثري رصيدنا من التظاهرات المتميزة. ويضيف محدثنا ان المطلوب هو توفر الشروط الاخلاقية والقانونية لتنظيم المسابقة الجمالية فالمسألة ليست بالسهولة التي يظنها البعض ومن الضروري ان يحرص صاحب المشروع على ضمان أوفر حظوظ النجاح لتظاهرته حتى تحقق أهدافها المتمثلة في تنشيط الساحة الثقافية وارساء تقاليد جمالية. أما السيدة كاميليا شعور حرم بالي المسؤولة عن تظاهرة «بنت بلادي» فترى ان المسابقات الجمالية تساهم في احداث حركية ثقافية لذا وجب تشجيع أصحابها ودفعهم الى انجاح مشاريعم التي تخدم الثقافة والسياحة ببلادنا، كما ان هذه التظاهرات حسب رأي السيدة كاميليا تساعد على تلميع صورة الفتاة التونسية، وتبين المستوى الرفيع الذي بلغته تونس كدولة متقدمة وعصرية، وأكبر دليل على أهمية المسابقات الجمالية في التعريف بالبلدان ما يحدث سنويا في لبنان حيث تستقطب «ملكة جمال لبنان» مئات الآلاف من المتفرجين عبر أصقاع العالم لتصبح بحق مسابقة عالمية. ورغم حتراز البعض وتشكيكه في جدوى المسابقات الجمالية فإن وجودها المكثف في مختلف بلدان العالم واشراف الوكالات الدولية المعروفة على تنظيمها (ملكة جمال الكون الى ملكة جمال العالم) بصفة دورية وبحضور أسماء فنية عالمية مبرر كاف لتعددها وتناسلها في تونس باعتبارها شكلا من اشكال التظاهرات الفنية والثقافية المنتشرة هنا وهناك.