تم تركيز مكتب ارشاد ومساعدة بجامعة المنار تونس وفي الواقع فإن هذه التجربة ليست الاولى من نوعها في تونس فقد عرفتها كليات اخرى، لكن السؤال الذي يظلّ يتردد هل ان طلبتنا في حاجة حقا الى مثل هذه المساعدات النفسية التي توفرها مثل هذه المكاتب. يوضّح الاخصائي النفسي بهذا المكتب الدكتور سامي عبد الناظر ان بعث مكاتب المساعدة والارشاد امر على درجة كبيرة من الأهمية «فالطالب قد يعايش صعوبات تأقلم واندماج في محيطه الجديد سيما وانه بعيد عن العائلة ويستشعر مسؤولية تنضاف على كاهله ومع تغيّر محتوايات البرامج واختلافها عن تلك التي كان يدرسها بالمعهد يجد الطالب الجديد نفسه في مرحلة اكتشاف تتراوح بين 3 أشهر وسنة كاملة وذلك حسب خاصية كل فرد». ويضيف الدكتور سامي مؤكدا على بروز متغيرات عدة مست الطالب واثرت على نفسيته يقول: «مشاكل عدم وجود السكن الملائم وانعدام التواصل مع الاساتذة ومع الاصدقاء الجدد وصعوبة التنقل ايضا يأتي محملا بمشاكل عائلية او عاطفية واذا ما انضافت اليها المشاكل السابقة التي ذكرناها تؤدي الى انقطاع وانزواء وعزلة واضطرابات نفسية وهي في الواقع اضطرابات يمكن ان تمسّ اي شخص فهي ليست مقتصرة على الفئة الطلابية فحسب». المكتب وقائي بالدرجة الاولى ويوضّح الاخصائي النفسي كيفية اشتغال مكتب المساعدة والإرشاد فيقول: «نمدّ المساعدة النفسية بصفة فردية وهو تدخل نقوم خلاله بفتح مكاتب ارشاد حتى يتلاقى الطلبة، ثمة شكل آخر من الاحاطة النفسية لفائدة المجموعات وهي بدورها على نوعين: ايام تحسيسية واعلامية حول مختلف أبعاد الحياة الاجتماعية من اجل تيسير التواصل. وما أؤكد عليه ان دورنا دور وقائي والمتابعة وان الازمات النفسية التي قد يتعرض لها الطالب هي بالفعل ازمات تحتاج الى اصغاء ومتابعة ومساندة وارشاد وتوجيه والأهم من كل ذلك هو ربط علاقة مهنية انسانية مع الطالب». يذكر ان هذه التجربة الاولى لجامعة تونس المنار بعد بعث مكاتب ارشاد في جامعات اخرى تأتي في إطار استراتيجية متكاملة من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والهدف دائما الارشاد والإصغاء الى الطلبة الذين يمرّون بصعوبات تأقلم.