التقلبات المناخية الأخيرة التي شهدتها البلاد يبدو أنها كانت بمثابة جرعة فيتامينات للبعوض إذ زادت في تنشيطه وتهييجه الى حدّ أن لسعاته التي لا ترحم جعلتها حديث كل التونسيين هذه الأيام. ويوضح السيد محمد رضا كمون وهو رئيس قسم الأمراض الجلدية بشارل نيكول أن نزول الأمطار في الفترة الأخيرة وفّر أرضية ملائمة زادت في تكاثر البعوض خاصة وأن بعض المسالك المائية وبعض غدائر المياه بقيت ملوثة وغير نظيفة. وهذه الأوساخ التي يحملها البعوض من مثل هذه المياه الراكدة، وعن طريق اللّسع هي نفس تأثيراتها غير العادية على جلدة الانسان. التهابات وتعفنات جلدية هي في الحقيقة لا تشكل خطورة كبرى على الصحة لكن تعكّر المزاج وتفسد على التونسي عطلته الصيفية. من ناحيته يشير الدكتور عماد الرياحي أن تأثير اللّسعة (لسعة البعوضة) يختلف من شخص الىآخر فتأثيراتها قد لا تتجاوز التهابات موضعية بسيطة لدى البعض وهذه الالتهابات تزول في يوم أو يومين في المقابل لسعات البعوضة لدى البعض الآخر ممّن يعانون من الحساسية الجلدية من أنها أن تكون عامل تعقيد فالالتهابات تتحول الى تعفنات جلدية تستدعي الاستنجاد بالمضادات الحيوية وبالمطهرات أي مطهرات الجلد الموضعي ومراهم مضادة «للحكّة» وأدوية أخرى يتمّ تناولهاعن طريق الفم هي عبارة عن حبوب مضادة للحكّة. **تأثير أشدّ على الأطفال إن تكاثر البعوض في السباخ وبالمياه الراكدة ذو تأثير أكبر على جلدة الأطفال فاضافة الى أن بشرتهم أكثر حساسية الى حدّ أنها تصاب بالتهيج (التهيج الجلدي أقصى تأثير لسعة البعوض على الأطفال) فإنهم كما يؤكد الدكتور محمد رضا كمّون لا يتمتعون (نظرا لصغر سنهم) بسلوك وقائي بمعنى أن نقص ثقافتهم الوقائية إن صحّ التعبير تجعلهم أكثر عرضة للبعوض وعن سبب ضعف مفعول بعض الأدوية التي تباع في الصيدليات يوضح السيد نجيب وهو صيدلي أن الأدوية المعالجة للالتهابات التي تحدثها اللسعة موجودة وناجعة ولكن المشكل أن نزول الأمطار ولّد بعض البرك والمستنقعات مليئة بالأوساخ وهي أوساخ تحملها البعوضة وتوثر على الجلدة. مع ذلك فإن الحلول الوقائية موجودة في بعض المراهم التي تستعمل قبل وبعد اللسعة وتضعف من قدرة البعوض وتقي تأثيراته. ماعدا ذلك فإن بعض الأساليب الأخرى في مقاومة البعوض من لكم وضرب لا تجدي نفعا أمام هذا الصنف من البعوضة «العنقدية» التي ألحقت الضرر بالكثير منا فما رأي بلديتنا؟