يشتكي المدخنون هذه الأيام من تردي جودة بعض السجائر خاصة «مارس انتار» و»مارس انتار خفيفة» و»الكريستال» التي تمثل أكثر الأنواع رواجا لدى المدخنين التونسيين ويبدو أن هذه السجائر «المغشوشة» قد اكتسحت السوق لتباع دون ضوابط. وقال أغلب المدخنين أنهم قادرون على معرفة السجائر الصحيحة من المغشوشة وذلك عن طريق لون السجائر نفسها أو العلامة الموجودة أسفل المصفاة أو عن طريق الأرقام التي تطبع أسفل العلبة في مكان يعرفونه، وكل هذه العلامات غير موجودة في جل ما يسوّق من السجائر علاوة على «الحرقة» التي تبقى في حلق المدخن والطعم، والآثار الخطيرة التي تخلفها هذه السجائر خاصة وأن كمية القطران بها مرتفعة جدا مع العلم أنه من المواد السرطانية، اضافة الى امكانية أن تكون أيضا المواد الأخرى غير خاضعة بدورها للمواصفات القانونية. إلا أن الغريب في الأمر أن عددا كبيرا من الباعة يصرّون على سلامة ما يبيعون ويتكتمون على مصادر هذه الأفيونات مصرين على أنها من صنع الوكالة التونسية للتبغ والوقيد. وتمّ الاتصال بمصدر من الوكالة وأكد أن لا علاقة لها بالأنواع المغشوشة من السجائر وان انتاجها سليم مائة بالمائة ويخضع للرقابة قبل الدخول الى السوق. واستبعد نفس المصدر أن تكون هذه السجائر مصنعة داخل البلاد التونسية لأنها «تحتاج رأس مال ضخم إذ أن الآلة الواحدة يناهز ثمنها السبعة مليارات وتنتج قرابة ال 40 ألف سيجارة وهو عدد يحدث مشكلا كبيرا لأنه زيادة على انتاج الوكالة سيغرق السوق، ثم ان للوكالة مراقبيها داخل الأسواق في صورة ملاحظة شيء من هذا القبيل فيتم «لفت نظر» مصالح الديوانة لمنع تسرب هذه البضائع التي لا تحترم المواصفات». كما تمّ سابقا سحب رخص عدد من الموزيعن اثر ثبوت تورطهم في بيع السجائر المغشوشة. إلا أن ما يروج أيضا هو قدوم هذه البضائع من بلدان بلقانية أو من الصين الشعبية اضافة الى البلدان المغاربية والمسؤولية الكبرى تبقى ملقاة على وكالة التبغ والوقيد وبقية مصالح الرقابة لمزيد التحرّي.