بحصوله على البطولة العربية للأندية البطلة مساء الجمعة الماضي يكون النجم الساحلي قد أنقذ موسمه وأكد عدة حقائق مهمة أولها أن الاستمرارية تبقى احدى ضمانات النجاح وثانيها ان للنجم استراتيجية واضحة للتكوين والاحاطة اداريا وثالثها أن وضعية فريق اليد تظل نموذجا خاصا جدا مقارنة بالفروع الاخرى. لقد نجح النجم مع عقاب من موسم لآخر والأرقام تتحدث لوحدها عن هذا النجاح، ففي 7 مواسم تحت اشراف هذا المدرب الجزائري حصد النجم الساحلي 8 ألقاب 4 منها محلية و4 أخرى عربية وفي 7 مواسم كان الرصيد البشري يشهد تعزيزا مدروسا لا مجال فيه للاختيارات العشوائية وللانتداب من أجل الانتداب الا في حالات تعد على أصابع اليد الواحدة عجز خلالها المنتدبون عن التأقلم ولعل الجيل الذي عبر من الاواسط الى الاكابر يترجم هذه الحقيقة بجلاء فالحرّي والهدوي وحمّاد أصبحوا حاليا من الركائز الأساسية للفريق وأيضا من ركائز منتخب الاكابر، بل ان ثلاثتهم دخلوا القائمة الموسعة لمنتخب الاكابر بعد اعن أثبتوا على مر الموسمين الاخيرين جدارتهم بذلك.. الى هؤلاء انضم ثلاثي جديد يتركب من سليم هنية وماجد حمزة وأنيس حسين وهو ثلاثي لن يقل شأنا حتما عن الذين ذكرناهم أولا. ويمكن التأكيد على أن بروز هؤلاء لم يأت صدفة فقبل انطلاق البطولة العربية قرر عقاب دون تردد ضمهم الى المجموعة مجازفا بالاستغناء عن خدمات أنور عياد ومراد خبير وهما لاعبان لهما خبرة كبيرة محليا واقليميا ودوليا. **المهدوي وقحبيش.. ثنائي الفرح هكذا نجح عقاب اذن، لكن نجاحه لم يكن في الواقع انجازا فرديا فوراءه تقف مجموعة من العوامل بينها انضباط اللاعبين وتضحياتهم لكن أبرزها يبقى حتما الاطار الاداري المتميز جدا الذي يحيط بالفريق، فالسيد منير المهدوي لم يبخل على امتداد هذه السنوات الطويلة بالمال والجهد والمتابعة حتى يوفر أسباب النجاح لفرع ا ليد والسيد توفيق قحبيش كان رجل «الظل» الذي تعدّل عليه حرارة الفريق صعودا ونزولا.. هو نموذج للمسير المثالي الذي أعطى الكثير في صم وهو صمام الأمان لفرع كرة اليد في النجم لذلك نؤكد أن انسحاب هذا المسير في اية لحظة قد تكون له نتائج سلبية حتى وإن أعلن الرجل حاجته الملحة لالتقاط الانفاس والاستراحة من هذا الماراطون الذي افتك جزءا من حياته الشخصية. **فريق المواعيد الكبرى رغم صعوبة المهمة ورغم الارهاق البدني عرف النجم طيلة البطولة العربية، كيف يقسّط مجهوداته ليدرك بأمان الدور النهائي ويفوز باللقب أمام فريقين جزائريين أكدا صحوة اليد الجزائرية في هذه الفترة. النجم بعث بعد فوزه بالتاج العربي رسالة واضحة مفادها أنه يبقى فريقا كبيرا قادرا دوما على رفع التحدي في المواعيد الكبرى التي يكون فيها علم تونس في الميزان سواء تعلق الامر بالقدم او بالطائرة او اليد فحين يكون الرهان اللعب باسم تونس فإن النجم لا يساوم أو يلين وهذه حقيقة أخرى تنضاف الى جملة الحقائق التي ذكرناها. **تصريحات في غمرة الفرح *توفيق قحبيش (رئيس فرع كرة اليد بالنجم) : شخصيا أنا سعيد جدا بهذا التتويج الذي جاء ليؤكد ان فريقنا في صحة جيدة وان عدم حصولنا هذا الموسم على لقب وطني كان نتيجة ظروف معينة لا فائدة في الرجوع اليها. أنا ايضا مرتاح كثيرا للعمل الذي قام به المدرب كمال عقاب وخاصة تمكينه لعديد الشبان من الاواسط من الصعود واللعب مع الاكابر وهو ما يثبت جدية العمل الجاري في الفريق. بالنسبة للبطولة العربية ما يمكنني قوله هو ان المستوى كان متوسطا في البداية قبل ان يرتفع في بعض المقابلات وخصوصا في الدور نصف النهائي بين النجم وبسكرة ثم في الدور النهائي. أرجو ان يكون هذا التتويج طالع خير على عديد اللاعبين الذين انضموا مؤخرا الى المنتخب وان يمكنهم من الاندماج والبروز أكثر بما يخدم مصلحة اليد التونسية. * منير المهدوي (نائب رئيس النجم المكلف بفرع كرة اليد) : عملنا وتعبنا وكان هذا التتويج مستحقا ومكافأة على تضحيات بذلها اللاعبون طيلة موسم كامل.. لم نتوج محليا لكننا أثبتنا خلال هذه البطولة العربية ومن خلال اللقب الذي حصلنا عليه ان النجم يبقى فريقا كبيرا بكل المعاني وانه فريق المناسبات الكبرى أيضا وليس من عادته أن يشارك من اجل المشاركة مثل بعض الفرق الاخرى. * ذاكر السبوعي (لاعب النجم) : المرحلة الاولى من البطولة كانت صعبة بالنسبة لنا وخصوصا من الناحية البدنية بحكم التزاماتنا مع المنتخب لكننا عرفنا خلال المرحلة الموالية كيف نستعيد نسقنا العادي وتركيزنا. كسبنا لقبا وهذا مهم جدا للنجم وكرة اليد في تونس لكن الاهم بالنسبة لنا هو أننا كسبنا رهان التشبيب المدروس حيث صعد جيل جديد يمتلك الموهبة والقدرة على الاضافة. أقول لأحباء النجم لا خوف على فريقكم فمستقبله مشرق بإذن الله. * كمال عقاب (مدرب النجم) : أولا مبروك للنجم ولأحبائه ولاعبيه. وثانيا أقول للجميع ان ما أسعدني شخصيا هو نجاحنا في ضخ دماء جديدة في الفريق، سوف تتذكرون خلال الموسم القادم سليم هنية.. ماجد حمزة وأنيس حسين.. هؤلاء الشبان الذين أدمجناهم في الفريق خلال البطولة العربية هم جزء من هذا الجيل الصاعد الذي سيصنع قطعا ربيع النجم. انتصارنا على الرويبة وتتويجنا كان منطقيا ومستحقا فقد سيطرنا وفرضنا أسلوبنا ونجاحنا الكبير في الدفاع سهّل مهمتنا خلال الشوط الثاني خصوصا. ختاما أشكر اللاعبين «الكبار» الذين ساعدوا زملاءهم الشبان على الاندماج وهو أمر هام جدا بالنسبة لنا لأنه يعكس عقلية نظيفة جدا والروح الجماعية والعائلية لهذا الفريق. * ماجد بن عمر لاعب النجم : أحمد الله لأننا أنهينا موسمنا الطويل والشاق بلقب مثلما هي العادة دائما وأسعدنا أحباء النجم. هذا اللقب هو الثامن محليا وعربيا تحت اشراف المدرب كمال عقاب وهو انعكاس طبيعي للعمل الممتاز الذي يجري في النجم الساحلي فالتتويج لم يأت فقط بمجهود اللاعبين القدامى بل ساهم فيه ايضا الشبان وهذا مبعث سعادة اضافية بالنسبة لنا. أهدي هذا اللقب لعائلتي وأصدقائي ولكل من يحب ماجد بن عمر. لقطات * بعد غيابهم كامل الدورة حضر اعضاء المكتب الجامعي بكثافة خلال الدور النهائي حيث لاحظنا تواجد رئيس الجامعة رفيق خواجة ونائبه ياسين بوذينة ومنير الرباعي ورضا المناعي ورياض بن صالح وابراهيم بن زايد ومحمد نجيب الشريف. المنصة الشرفية شهدت ايضا حضور المدرب المقبل للافريقي الشاذلي القايد. * تولى السيد عبد الله الكعبي وزير الرياضة تسليم اللقب لقائد النجم الساحلي بحضورالسيد والي سوسة عبد الرحمان الامام. الطريف ان الوالي تجاذب أطراف الحديث مع كمال عقاب وكأنه يريد ان يشكره لأنه تعوّد اهداءه لقبا على الاقل كل موسم. * تم تعليق عديد اللافتات التي تشير الى مونديال 2005 الذي ستحتضنه بلادنا بداية من شهر جانفي المقبل. * شارك اسكندر حمزة زملاءه فرصة التتويج فيما ظل مراد خبير بعيدا عن هذه الاجواء والصورة تركت لدينا بعض الأسى لأن هذا اللاعب لم «يقصّر» حقا. الشريف رئيسا للجنة التحكيم تأكيدا للمعلومة التي نشرناها في عدد سابق نعود لنشير الى ان محمد نجيب الشريف سيكون الرئيس المقبل للجنة التحكيم التابع للجامعة والتعيين الرسمي يوم الثلاثاء المقبل.