يسدل الستار عشية اليوم على موسم اليد التونسية بإجراء لقاءي الدور النهائي لكأس تونس في صنفي الأكابر والكبريات والتعرّف على آخر الأندية المتوجة والمؤكد أن هذا الموسم الذي نودعه لم يكن عاديا مطلقا حيث رافقته أحداث وتطورات بعضها إيجابي والمقصود بالطبع التتويج التاريخي للمنتخب ببطولة افريقيا للأمم في قلب قاهرة المعز، فيما كانت أحداث أخرى سلبية جدا باعتبارها مسّت الميثاق الرياضي في الصميم. فنيا لم تكن البطولة في المستوى المأمول خلال المرحلة الأولى ولم نر وجها مرضيا إلا من قبل طرفي الدور النهائي أي الترجي الرياضي والنجم الساحلي وبدرجة أقل سبورتنغ المكنين. أوراق مكشوفة ضمن الفريق الأكثر انسجاما والأقوى بمهاراته الفردية ورصيد الخبرة لقب البطولة ونعني الترجي وهو ما يعطيه منطقيا أسبقية معنوية في حوار اليوم مع النجم لكن حسابات الكأس تظلّ بلا شكّ مختلفة تماما عن حسابات البطولة مهما كان اسم الفريقين المتنافسين لذلك تبقى الحظوظ متساوية بين أبناء المدربين نجيب بن ثاير وكمال عقاب والثابت أن هذين الفنيين يدركان جيدا هذه الحقيقة مثلما يدركان أيضا أن الاستفادة من أخطاء المواجهتين السابقتين في نهائي البطولة سيعزز الحظوظ في التتويج. من الناحية التكتيكية لا ننتظر صراحة مفاجآت كبيرة فالفريقان يعرفان بعضهما والأوراق مكشوفة تماما ولو أن خيارات كمال عقاب تبقى محدودة قياسا بتلك المتوفرة لنجيب بن ثاير. الترجي يملك لاعبين اثنين في كل مركز تقريبا إضافة إلى عامل الخبرة الذي سيلعب دوره فلاعبون مثل محمود الغربي وإبراهيم لاغة وبسام مرابط وحسام حمام بإمكانهم صنع الفارق بصفة منفردة وقد لاحظنا ذلك بوضوح سواء في سوسة أو في قاعة الزواوي وحتى في نصف النهائي بين الترجي والافريقي أما النجم فيعوّل بالأساس على طموح شبانه وحنكة عقاب القادر على حفز همم لاعبيه ومنحهم أجنحة قد يطيرون بها نحو منصة التتويج. النجم يستمد قوته من سامي ياسين ومصباح وحمدي عيسى على الدائرة وخصوصا من حارسه الممتاز ماجد حمزة وإذا كان هؤلاء في أوج استعداداتهم البدنية والذهنية فقد نشهد (نصف مفاجأة) في قاعة رادس متعددة الاختصاصات مساء اليوم. إجمالا يمكننا القول أن المواجهة ستكون مفتوحة ومشوقة حتى لحظاتها الأخيرة ونأمل أن نشاهد عروضا جميلة من الجانبين تنسينا مشاكل الموسم الحالي الذي نودعه بملاحظة سلبي جدا محليا ورائع اقليميا. الفرنسيان باي وبيشون يديران المباراة مثلما أشرنا في عدد الأمس سيدير طاقم تحكيم من فرنسا مباراة الدور النهائي رجال عشية اليوم انطلاقا من الساعة الخامسة مساء. الطاقم المذكور يتركب من أوليفييه باي وستيفان بيشون أما بالنسبة لنهائي الكبريات بين هيبون وجمعية الساحل والذي سينطلق على الساعة (14 و30دق) فسيديره الثنائي وليد العيد وعمر عياد.