زرع النجم الساحلي وحصد عشية أمس ثمرة اجتهاد موسم كامل بتمكنه من التتويج بالبطولة الثامنة قبل جولة فقط من نهاية مرحلة التتويج بعد حصول السيناريو الذي لم يتوقعه الكثيرون والمتمثل في فوز الترجي الرياضي على النادي الافريقي في دربي العاصمة وهو ما أعطى حسابيا «اللقب» قبل الأوان لأبناء سامي السعيدي. النجم لم ينتظر في الواقع هذه «الهدية» من الترجي فقد تمكن من انهاء مباراته المهمة في الحمامات بانتصار خامس بنتيجة (28/25) على حساب الفريق المحلي بعد شوط أول شبه متعادل. فرحة زملاء مصباح كانت لا توصف وهم يلتقطون خبر انتصار الترجي في دربي العاصمة وبالتالي تتويجهم باللقب مهما كانت نتيجة لقائهم الاخير مع الافريقي وهو ما رفع كليا الضغط المسلط عليهم وأزاح عبءا ثقيلا عن صدور المسؤولين الذين واكبوا المباراة يتقدمهم رئيس الفريق حامد كمون. بعيدا عن الأرقام يمكن القول إن إدارة النجم الساحلي كسبت رهانها على المدرب الشاب سامي السعيدي الذي تسلم المشعل من محمد المعتمري لكن الاهم من كل ذلك الشخصية القوية لهذا الفريق المتكون في أغلبه من عناصر شابة فالفوز على الحمامات والافريقي والترجي في الدقائق الحاسمة بل في الثواني الاخيرة ليس أمرا هينا ويحتاج الى أعصاب من حديد. أمام النجم فرصة تاريخية حقا للخروج بإنجاز لم يحققه سابقا وهو الفوز بالثنائي عندما يلتقي الافريقي في نهائي كأس تونس. ماذا قال حامد كمون أكد الدكتور حامد كمون رئيس النجم انه أصرّ على الذهاب الى الحمامات وعدم مواكبة مباراة كرة القدم بين فريقه ومستقبل قابس لأنه كان حريصا على توفير الدعم المعنوي لزملاء التاجوري وضمان التتويج بهذا اللقب الثالث بعد بطولة كرة السلة وبطولة كرة الطائرة وأضاف «مرّ هذا الفريق الشاب بفترة فراغ بعد سوبر افريقيا لكني كنت متأكدا من قدرته على التتويج عن جدارة وهذا يرجع في الواقع لهذا الجيل الطموح ولإطاره الفني الشاب والاطار الاداري الذي أحكم العناية والمتابعة. أنا سعيد بصفة خاصة للنجاح الذي حققه المدرب الشاب سامي السعيدي لقد راهنا عليه وكان في مستوى المسؤولية وأرجو ان تكتمل فرحته وفرحتنا بالحصول على الكأس. نحمد الله أيضا أننا حافظنا على دور النجم الساحلي كمدرسة رياضية تضم كل الرياضات الجماعية وحصدنا 3 ألقاب بعد الثورة ونحن فخورون بذلك». كمال قانة وبطولة الشرف كان كمال ڤانة رئيس فرع كرة اليد في قمة السعادة وكيف لا وهو يوشك على انهاء موسمه بلقب قاري وبطولة محلية في انتظار الكأس. ڤانة قال في تصريح فوري: «لقد منحت الهيئة المديرة الفرصة لسامي السعيدي وكان هذا المدرب الشاب في مستوى الحدث. عشنا فترات صعبة لكن عزيمة الفريق ككل كانت قوية جدا. فزنا في اطار التنافس النزيه وحصلنا بالفعل على بطولة الشرف وأتمنى ان يكون كل أفراد عائلة كرة اليد في تونس يدا واحدة بعد 14 جانفي للنهوض بهذه اللعبة الشعبية». ماجد حمزة وروح الشبان أكد الحارس ماجد حمزة من ناحيته ان الحصول على البطولة بفريق يتكون في أغلبه من اللاعبين الشبان ليس أما هينا وأضاف: «انسجمنا مع مدربنا سامي السعيدي بسرعة وحصلنا على البطولة وسنبذل قصارى جهدنا لضم الكأس». دموع السعيدي انهمرت دموع سامي السعيدي وهو يتوج مع فريقه بأول لقب له كمدرب. السعيدي أشار الى أن التتويج لم يكن ليتحقق لولا الجدية الكبيرة التي تحلى بها اللاعبون، مضيفا في هذا السياق: «كنت صعبا جدا في تعاملي معهم إن لم أكن قاسيا أحيانا... طلبت منهم ان يضحوا معي حتى نبلغ هدفنا وأحمد الله ان التجاوب كان موجودا. أشكر الهيئة التي غامرت بمدرب شاب مثلي.. لم نستسلم مطلقا وسنواصل بنفس الروح في نهائي الكأس».